حول قرار مجلس الوزراء بتسوية أوضاع المكتتبين على السكن

هلال عون
كنت أشعر خلال السنوات الأخيرة من عملي في الإعلام بالإحباط نتيجة نشر بعض التحقيقات الصحفية الاستقصائية الموثّقة ضد قضايا فساد، دون أن تجد طريقها للمعالجة..
نعم كان الشعور بالإحباط وبأن لا جدوى للكلمة ولا صدى لها هو المسيطر عليّ، لكن صدور قرار مجلس الوزراء يوم أمس بتسوية أوضاع آلاف المكتتبين جعلني أشعر بالسعادة لأنه أعاد لي إيماني بقيمة الكلمة وأكد الحقيقة الراسخة بأننا دولة مؤسسات، إن وجد فيها فاسدون فإن فيها بالمقابل شرفاء كثيرون.
وبالمقابل، فإن ما أحزنني هو أن بعض زملائنا من صحفيّينا وبعض مسؤولي إعلامنا فسّروا توجّه المؤسسة العامة للإسكان باتجاه إلغاء اكتتاب آلاف المواطنين فسّروه بأنه ناتج عن توجيه من القيادة (بعض الإعلاميين قال لي ذلك حرفياً).. لذلك أحجموا عن الكتابة في هذا الموضوع وعن التطرق إليه ونشره.
لكن الحقيقة التي لا شكّ فيها أبداً هي أن توجيه القيادة العليا للسلطة التنفيذية لم، ولن يكون إلا لمصلحة الوطن والمواطن، وقد أثبت قرار مجلس الوزراء ذلك أيضاً يوم أمس.
الهدف من عرض رأي بعض إعلاميينا وبعض مسؤولي إعلامنا بعد ما حصل أمس هو دعوتهم لأخذ العبرة، ولأخذ المبادرات في المستقبل وللتأكد من أن القيادة هي الأكثر حرصاً على تحقيق العدالة، وأن على الإعلام مساعدته، وذلك بإيصال الصورة الحقيقية له.
والهدف أيضا هو القول بأن تفسيرهم الخاطئ جعل موقفهم من هذه القضية سلبياً، بل منعهم ، للأسف، من القيام بدورهم المنوط بهم.

في النهاية، رغم أنني من صحيفة الثورة ، فلا بأس من شكرها لأنها كانت الأكثر شجاعة في الحديث عن الموضوع، وفي فهم الواقع. 
الثورة