زلزال المغرب وإعصار ليبيا.. كيف كانت متابعة الكارثتين من قبل قيادتي البلدين؟
د. جوليان بدور- فينكس
لقد أدمى الزلازل الذي ضرب المغرب الشقيق والإعصار الرهيب الذي أصاب ليبيا الحبيبة في الأسبوع الماضي وما خلفاه من ضحايا وخسائر فادحة قلوبنا جميعاً. وما زاد من الألم والحزن في قلوبنا هو الطريقة التي تمت بها إدارة هاتين الكارثتين من قبل حكومتي هذين البلدين المنكوبين. فمثلًا من الأمور التي أدهشت المراقبين ووسائل الإعلام هي رفض الحكومة المغربية استقبال مساعدات من بعض الدول الأوروبية وحتى العربية. فيما الأمر الذي أثار الكثير من الدهشة والاستغراب هو رفض ملك المغرب قطع إجازته الصيفية في فرنسا والعودة فوراً الى بلاده للإشراف على إدراة الكارثة.
أما فيما يخص ليبيا الشقيقة فالحال لم يكن أفضل لسوء الحظ، لأن فوضى الإدارة الحكومية كانت سبباً رئيسياً في حجم الدمار. فوجود حكومتين متنافستين في البلاد منذ الربيع المشؤوم وعدم القيام بما يلزم لصيانة البنى التحتية من جسور وطرق، وعدم التعاون والتنسيق بينهما في هذا الوقت العصيب زاد للآسف من عدد ضحايا الإعصار الذي ضرب البلاد.
ما نودّ قوله في هذا المقال هو أن هاتين الكارثتين ذكّرتاني بالزلازل الذي ضرب بلدنا الحبيب سوريا في السادس من شباط هذا العام، وكيف هبَّ جميع السوريين شعباً وجيشاً وقيادة هبْة واحدة وقلب واحد لمساعدة أهلنا في المدن المنكوبة. فمَنْ مِنّا لا يتذكر قيام رئيس الجمهورية منذ الساعات الأولى في صباح اليوم الذي ضرب الزلزال بلدنا بدعوة جميع الوزارات والهيئات الحكومية والهيئات المدنية لاجتماع طارئ من أجل اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لمساعدة أهلنا المنكوبين؟ منْ منا لا يتذكر كيف وقف الشعب السوري قلباً واحداً وقام بتقديم جميع أنواع المساعدات من أغذية وألبسة وأموال لمساعدة أهلنا في المناطق المنكوبة؟ من من السوريين لم يشاهد وحدات من الجيش العربي السوري والدفاع المدني وفرق الإنقاذ تعمل ليلاً نهاراً لانقاذ أهلنا المنكوبين؟ يجب عدم نسيان بأن الطريقة التي أدارت بها الدولة السورية هذه الكارثة كانت موضع شكر وتقدير من قبل منظمات الأمم المتحدة.
وأخيراً: تصوروا، أصدقائي ولو للحظة واحدة، لو أن الدولة السورية سقطت، لا سمح الله، كما حدث بليبيا، ماذا كان حل ببلدنا الحبيب من انقسامات ومآسي وفوضى وويلات؟ بدون أدنى شك، ستكون الأمور أفظع وأعظم بآلاف المرات مما حدث في ليبيا هذه الأيام.
التعاضد، التعاون، اللهفة، المحبة، الكرم، الشهامة والوطنية هذه هي بعض من صفات الشعب السوري. وكونوا على ثقة بأنه لا خوف على مستقبل شعب يملك مثل هذه الصفات مهما طالت الأزمات وكثرت المحن. دمتم ودامت سورية بألف خير.