عبودية الضرورة؟ أم ضرورة العبودية!

حسين عبد اللطيف- فينكس:

حساسية الأدوية مسألة مختلفة عن أية سلعة استهلاكية، بما فيها الغذاء الذي قد يحتمل المناورة فيه لِأَجَلٍ. الدواء مسألة حياة أو موت.
صيدلية الحي التي كانت تحوي أدويةً بقيمةٍ معينةٍ، كبُرتْ ام صغرتْ، تضاعفت كقيمة لموجوداتها بأكثرَ من ضعفٍ، فجأة وبقرارٍ من ثلاثة أسطر.
تبقى هذه القيمة نظريةً مرهونة بسياقات لم تنتجها، فهي قد تُحصَّلُ نسبياً كنقد، وقد تعود لتنهار دون أن تتحول سيولة مالية، أوتبقى على الرفوف، متعة للنظر والتخيل، بسبب انهيار القدرة الشرائية لدى الشريحة الأوسع في المجتمع.
ما حدث أنهم جعلوا أصحاب دكاكين الدواء جُباةً لحساب منظومة مستودعاتٍ تحوي عقاقير بالمليارات، والذين هم كـ "متسلِّمين" يؤدّون الأتاوات للكبار أصحاب القرار.
المسألة تتجاوز قضيةَ أرباحٍ وخسائر، إلى ضرورةِ أن يبقى الشعب مُستعبَداً لقاء ديون رسم الحياة، يعيش مثل مدمنٍ مستعد لارتكاب أي أمرٍ حتى لو ضد مصلحته، مقابل جرعة عقار يعتقد أنه يمنحه نعمةَ الحياة، وهكذا، من يريد العيش عليه أن يدفع، ومن لا يستطيع الدفع فلا حاجة له.