بيروت فقر مدقع.. ثراء فاحش
كمال ديب:
كنتُ في بيروت قبل شهرين وشهدتُ ما لا يقبله العقل:
زبائن تشتري صناديق ويسكي جوني واكر بلو لايبل بسعر 200 دولار للقنينة وفي الصندوق 12 قنينة، فيما الحد الأدنى لعشرات ألوف الأسر في الشهر هو أقل من 30 دولار.
ودكان يبيع كل أسبوع لعبة جهاز سوني Videogame للأولاد بسعر 900 دولار وما عم يلحّق زبائن، والسيارات في الطرق bumper to bumper رغم سعر البنزين، وفتاة تسوق بي أم دبليو 8 سيلندر ولا يقل عمر هذه الفتاة عن 18 سنة وكادت تصدمني بغضب لأني تأخرت في اجتياز الرصيف (طبعاً الحق علي إذ سمحت لنفسي أن امشي على قدمي وليس عندي سيارة).
ومطاعم مليئة بالرواد ويسألك الميتر: هل عندكم حجز لطاولة؟ وفي نفس الوقت ثمة عائلات في بيروت لا تجد لقمة العيش تعيش من دون ماء وكهرباء ودواء.. وإذا توّفر بعض المال فالعائلة تشتري الماء بالغالونات وتشترك بموتور كهرباء أو لا تشترك وتصبر طويلاً حتى يتوفر لديها ما يكفي لشراء الدواء..
عائلات تشكو الأمرين من غلاء ركوب الفان (12 ألف) أو السرفيس فيما الطرقات مليئة بالرانج روفر والسيارات الفخمة والمرسيدس g500 وأكثر.. أقول لكم طيلة حياتي في كندا لم أرَ بعد سيارة مرسيديس جي 500 أو أعلى ولكني كنتُ أراها في شوارع بيروت كل يوم.
في بيروت وضواحيها عائلات تعيش في شبه شقة من 60 متراً فيما الشقق الفخمة تصل مساحتها إلى 600 و800 متر اشتراها البعض قبل 2019 بمبلغ عشرة ملايين دولار..
في بيروت يحتشد 10 آلاف مواطن من الشعب الفقير على شاطىء الرملة البيضا حيث المجارير في حين يسيطر أوتيل موفن بيك على أجمل نقطة على منظر الروشة ضد القانون الذي يحفظ حق المواطن في الوصول إلى الماء. ماذا أقول؟ ماذا أقول؟ هذه ملاحظات من عشرات شاهدتها وليست دراسة علمية، ولكن كل ملاحظة منها تدفعني إلى الحزن العميق على وطني... يا وطن الفقراء وحيتان المال الذين لا يهمهم مصير أبناء بلدهم..