من مسافة صفر.. صفر إنجاز صهيوني
ذوالفقار ضاهر
منذ عدة أيام يحاول جيش العدو الاسرائيلي بقوات النخبة من “وحدة إيغوز وأخواتها” الدخول الى الاراضي اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة، دون أي جدوى، مع حصد خسائر بشرية كبيرة، ففي كل يوم يتساقط جنود وضباط العدو بنيران شباب المقاومة الاسلامية المنغرسين في الارض كأشجار زيتونها يلتحفون الجبال والوديان كصخورها وينظرون الى أقصى القوم يمطرون المعتدي بنيران وبأسٍ محمدي حيدري كربلائي يذّكر الصهاينة بصولات خيبرية يعرفون معانيها جيدا.
فأمام كل هذا العجز الصهيوني والفشل الاسرائيلي في محاولات التوغل البري، هل سيعتمد العدو فقط على القصف الجوي دون أي تقدم برّي؟ وهل سيتخذ قراره بالتراجع عن حماقة الدخول البرّي؟ وكيف سيحقق أي شيء اذا كان غارقا بكل هذا الضعف امام انتصارات المقاومين في البرّ والاستهدافات الصاروخية في عمق كيان الغاصب؟ وماذا يعني ان تنال علامة صفر عند الالتحام مع مقاومين وأنت جيش مجهز بأقوى الاسلحة واكثرها تطورا وتلقى كل الدعم التقني والفني وتواكبك الطائرات الحربية والمسيّرة؟
وبالسياق، أكد ضابط ميداني في المقاومة الاسلامية “مقتل اكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف نخبة العدة، وإصابة أكثر من 130، خلال الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان جيش العدو بدء عمليته البرية باتجاه قرى جنوب لبنان”، واضاف ان “هذه الأرقام إعترف العدو ببعضها والأيام القادمة ستكشف ما أخفاه عن جمهوره..”، ولا شك ان ما خفي أعظم بالنسبة لخسائر العدو.
والحقيقة ان ما يجري اليوم على الحدود بالتوازي مع صمود الناس والتضامن الوطني اللبناني الشعبي والرسمي برفض العدوان وضرورة مواجهته وعدم تقديم أي تنازلات يسعى إليها العدو ومن يقف خلفه، كل ذلك يجعل العدو الاسرائيلي يفقد عقله اكثر فأكثر ويدفعه الى حالة متقدمة من الجنون والهستيريا التي تجعله يقصف ويعتدي ولا يوفر أي شيء من مبانٍ سكنية الى مستشفيات ومراكز طبية وإسعافية وإغاثية معتقدا انه بذلك قد يحقق شيئا من الانتقام ضد شعب لبنان ومقاومته، لكن على العدو ان ييأس من كل ذلك لان كل عدوان جديد يرتكبه يزيد هذا الشعب إصرارا على المواجهة ويثبّت المقاومة اكثر فأكثر في القلوب والعقول واليوميات، فالمقاومة هي حالة متجذرةبالأرض والوطن فلا يمكن اقتلاعها وإزالتها لانه لا يمكن اقتلاع الاوطان والارض وأهلها.
المنار