كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

البدو.. أقسامهم.. عملهم.. شرائحهم الاجتماعية.. عشائرهم

د. عبد الله حنا- فينكس:

في حلقات سابقة تكلمنا باسهاب عن العلاقات في البادية أيام الدولة العثمانية. وفي هذه الحلقة سنحاول تتبع أوضاع البدو وما طرأ عليهم من تغيرات بعد 11918 في ظل السيطرة الاستعمارية المباشرة وترسخ العلاقات الاقطاعية من جهة واندفاع العلاقات الرأسمالية من جهة أخرى. وقد رأينا من الأفضل أن نخصص للبدو فصلا خاصا نظرا لأهمية البدو ودورهم في الريف زراعيا ورعويا، اضافة إلى موقعهم الخاص في عملية الصراع بين قوى الاستعمار والقوى الوطنية.
وقد جرى في عهد الانتداب الفرنسي استقرار نسبي للبدو. وخفّت حدة الهجرات البدوية من شبه الجزيرة العربية إلى بادية الشام. كما أن ظهور الحدود الانتدابية وتقسيم البلاد العربية بعد الحرب الأولى حدّ من تنقل البدو ودفع بأقسام منهم إلى حياة الاستقرار بعد أن تمكنت سلطات الانتداب من ردع غزوات البدو المزدهرة أيام العثمانيين على "مناطق المعمورة".
وقد تميز عهد الانتداب بسعي سلطاته لكسب ود زعماء العشائر ومنح بعضهم الأراضي الواسعة وجعلهم جزءا من الطبقة الحاكمة، ولهذا فإن فترة الانتداب اتصفت بانتعاش الأرستقراطية البدوية وبدء نزوحها إلى المدن بعد أن حازت على امتيازات كثيرة، كانت الغاية منها توسيع قاعدة السلطة الاستعمارية في البادية وعلى أطرافها.
من هم مستثمرو الجماهير البدوية؟
خضعت جماهير البدو "الرحل، ونصف الرحل، والفلاحون البدو" لاستثمار رهيب من جهات متعددة هي:
1 – الأرستقراطية البدوية من أمراء ومشايخ ورؤساء عشائر وهذه الأرستقراطية كانت تجمع من البدو (ضريبة) عرفت باسم "حق الشيخ" وتمارس على عامة البدو شتى ضروب الاستثمار والاستعباد باسم التقاليد والعادات.
2 – تجار المدن وطفيليوها، الذين نهشوا البدو واستثمروهم بطرائق متعددة، فالتجار كانوا ولا يزالون يبيعون البضائع المصنوعة من نسيج وسواه، إلى البدو بالسعر الذي يضعه التجار دون نقاش، لأن البدوي بطبعه (لا يفاصل) ثم يشتري التجار من البدو الصوف والسمن بأسعار رخيصة جدا ويبيعونها بعد فترة بأسعار عالية. وهكذا كان التجار يربحون، ولا يزالون، من البدو بيعا وشراء، وهؤلاء المساكين يعملون طوال السنة في ظروف قاسية وصعبة لينعم تجار المدن وحواشيهم.
3 – أغنياء الفلاحين استثمروا البدو أيضا عن طريق استخدام عدد منهم لرعي مواشيهم لقاء أجر لا يساوي إلا جزءا زهيدا من الجهد المبذول. ولكن استثمار الفلاحين الأغنياء للبدو لم تكن درجته عالية وقسوته كانت خفيفة بالقياس إلى استثمار الاستقراطية البدوية والتجار.
4 – الرأسمالية الافرنسية بصفتها الدولة المنتدبة، التي كانت تستثمر الشعب بمجموعه ومن ضمنه هذه الفئة المسحوقة من البدو.
كان البدو ولا يزالون – أكثر الشرائح الاجتماعية تعرضا للاستثمار. ومع ذلك فإن احساسهم الطبقي كان معدوما أو يكاد، نظرا لثقل التقاليد البدوية الموروثة والجهل المطبق وظروف الحياة القاسية، التي يحيونها. وهم لذلك أكثر الفئات الاجتماعية تخلفا. وقد اتخذ البدو تجاه الحركة الوطنية مواقف متناقضة فتارة يؤيدون الثورات الوطنية (حبا بالنهب كما يتهمهم البعض) وطورا يقفون ضدها دون أن تكون ثمة ضوابط لذلك. ولا يتسع المجال هنا لا يراد عشرات الأمثلة عن المواقف المتناقضة للبدو، أو بالأصح لشيوخهم.
ب – أقسام البدو:
1 – البدو الرحل أو الجمالة: وكانوا حتى العشرينات يعتمدون على الابل ومنتجاتها ومشتقات هذه المنتجات في تأمين ضرورات حياتهم، ثم أخذوا في اقتناء الشياه وبخاصة الأغنام سواء لحسابهم الخاص أو لحساب أغنياء أهل المدن والقرى ومشاركة هؤلاء. كما أن سياسة الانتداب في توسيع القاعدة الاجتماعية لملاك الأراضي وكسب هؤلاء إلى جانبها دفعت رؤساء هذه القبائل – وغيرها – إلى امتلاك الأراضي والضياع واستخدام الفلاحين المتحضرين وأحيانا رجال القبيلة في زراعة الأرض.
2 – البدو نصف الرحل: ويطلق عليهم اسم الشاوية والبقارة بسبب تربيتهم للشاء والأبقار ويطلق عليهم في مناطق الجزيرة والفرات اسم "الشوايا" والبدو نصف الرحل يربون الغنم والماعز ويرحلون في الشتاء إلى البادية انتجاعا لمرعى غنمهم ودفئهم ويعودون في الصيف إلى قراهم وضياعهم على حدود المعمورة، المؤلفة من بيوت الشعر أو القباب، ونادرا البيوت الحجرية. ولم يكن قانون العشائر الصادر في عهد الانتداب يشملهم وكان نوابهم يطالبون بذلك لما يحققه لرؤسائهم من امتيازات. والسبب أنهم يمتهنون الزراعة إلى جانب الرعي.
وكان للقبائل نصف الرحل علاقات قوية مع أغنياء مدن حلب وحماه وحمص ودير الزور ودمشق يشاركونهم في تربية الغنم وتجارة السمن والصوف، التي تذهب أرباحها عمليا إلى تجار السمن والصوف في المدن أولا وإلى أمراء البدو ثانيا، ويخرج البدوي (الراعي) خاوي اليدين في نهاية الموسم مع أنه المنتج الرئيسي والأساسي.
وأراضي القرى، التي سكنها هؤلاء كانت تابعة اما إلى رؤساء العشائر أو إلى كبار الملاك في المدن. وندر أن تكون ملكا للبدو، وأسهم (عربان الديرة) وهم يدفعون للدولة ضريبة الأغنام العشر من الزروع و "الويركو" عن الأرضين.
وأهم القبائل نصف الرحل الموالي والحديديون وبنو خالد والعقيدات (على ضفاف الفرات) والبوطميس والوهب والولد علي واللهيب في أقضية حلب.
3 - الأعراب الفلاحون (الفلاحون البدو) . وكنّا قد أشرنا اليهم وصنّفناهم مع الفلاحين الفقراء وهم عشائر متحضرة، استقرت وهي تحترف الزراعة بالدرجة الأولى ورعي الماشية بالدرجة الثانية. ونلاحظ ان عملية الاستقرار وهجر بيوت الشعر وسكنى بيوت الحجر أو القباب والعمل في الزراعة أكثر من تربية الماشية بدت ملامحها واضحة في فترة الانتداب الفرنسي (1920 – 1943) وتسارعت في عهد الاستقلال الأول وأمست ظاهرة بارزة وأحد منجزات التقدم الاجتماعي في الخمسينات والستينات.
هؤلاء الفلاحون ذوو الأصل البدوي استقروا في قرى املاك الدولة في أنحاء منبج والباب وجبل الاحص ومطخ قنسرين، وكذلك القاطنون في سهل العمق وسهل الروج وسهل الغاب، وفي أنحاء ادلب وسرمين والطار والعلا. ومنهم في أطراف حماة قبيلة التركي (بين حماة وشيزر) وغيرهم من العشائر مثل بنو عز الرعية والمشارفة والجملان والخراشين.
******
أعمال البدو... الرعي وأشكال الشراكة مع أغنياء الحضر:
أنف البدو من الأعمال اليدوية واحتقرتها أرستقراطيتهم، إلى درجة أن هذه الأرستقراطية كانت حتى الخمسينات ترفض بناتها من أرباب الصناعات والحرف مهما ضخمت ثرواتهم. وكذلك الأمر بالنسبة للزراعة فكانوا أيضا يزدرونها ويمتهنون أهلها ويدعونهم (فلاليح) جمع فلاح، لأنها فيما زعموا تربطهم بالأرض وتجرهم إلى الخنوع والذل وتفقدهم الحرية والانطلاق الذين هما غاية مناهم، ومن أقوالهم في ازدراء الزراعة (الذل بالحرث والمهانة بالبقر) ويقابلون هذه الأقوال بكلمة (العز بالابل والشجاعة بالخيل) إلا أنهم منذ أن انقطعت سبل الغزو نضب معين السلب والنهب وتوالت سنو المحل والجدب وكثر موت الحلال (الماشية) اضطروا إلى الاتجاه نحو الزراعة بصورة وئيدة(41). وفي الوقت نفسه كانت الأرستقراطية البدوية تستولي – بمساعدة سلطات الانتداب – على الأراضي وتتوسع في المساحات المزروعة وتتنافس على امتلاك الأرض وتعين الحدود بين أملاك رؤساء العشائر. وفي البدء استخدمت الأرستقراطية البدوية فلاحين من خارج عشيرتها للعمل في الزراعة بسبب جهل البدو في الأعمال الزراعية أولا وعدم استعدادهم للخضوع والاستقرار ثانيا. ثم أخذ البدو يستقرون بالتدريج .
***
كان الغزو فيما مضى ضرورة من ضرورات الحياة البدوية الرعوية والتنقل والهجرة والبحث عن الماء والكلأ. ومع ظهور الحدود الانتدابية سعت السلطات الاستعمارية الانتدابية (فرنسا وبريطانيا) إلى ضمان الاستقرار في البادية، وبخاصة بعد التفكير في اقامة خطوط البترول بين كركوك وكل من طرابلس وحيفا. وبفضل الطيران وراكبي الهجن (الهجانة) المسلحين تسليحا جيدا استتب الأمن في البادية في أواخر العشرينات.
ورافق ذلك العلاقة الوثيقة بين سلطات الانتداب ورؤساء العشائر، الذين حازوا على جزء من الغنيمة، ونفذوا سياسة الانتداب في الاستقرار والقضاء على الغزو. وهذا الأمر كان طبعا في صالح أهل المعمورة، التي أخذت تتوسع باتجاه البادية مع استقرار الأمن وانتشار السيارة وتقدم طرق المواصلات وسائر مظاهر الحضارة.
رافق عملية التطور هذه تغير في أساليب العمل الرعوي وأنماط الحياة وتدريجيا في المفاهيم والعادات والأفكار، وبخاصة بعد انتقال أقسام من البدو إلى العمل الزراعي.
***
قبل انتشار السيارة كانت الخيل مفخرة البدو عليها يقطعون السباسب ويهاجمون العدو ويردون صدمات الغزو. وللخيل منزلة رفيعة في مضارب البدو. وقلما أحب البدو الاحتفاظ بذكور الخيل فيبيعونها ويشترون بدلا عنها تمرا وحبا وثيابا وأدوات الخيمة. ومن النادر أن يبيع البدو الفرس صفقة واحدة إلا اذا طمع بالمال الكثير، وكان بحاجة إليه. وللبدو في بيع الخيل طريقتان ذكرهما أحمد وصفي زكريا بالتفصيل (42).
***
بعد استتباب الأمن في البادية ازدادت العلاقات الاقتصادية بين البدو الرعاة وسكان الأرياف (المعمورة) وبخاصة المدن. وكان البدوي نادرا ما يأتي إلى مراكز التبادل في القرى الكبيرة والمدن لبيع الصوف والسمن وأحيانا جزءا من ماشيته، فهناك تجار الغنم والصوف من أهل المدن. الذين يجوبون البادية ويشترون من البدو الغنم والصوف والماشية بأسعار رخيصة ثم يبيعونها في المدن أو في الأسواق بأسعار غالية.
ومع تطور العلاقات الرأسمالية أمست في الثلاثينات والأربعينات معظم الأغنام التي يرعاها البدو، لأغنياء القرى وأثرياء المدن القائمة على سيف البادية. وكانت الشراكة بين هؤلاء ورعاة البادية تقوم على شكلين من الشراكة (44):
الشكل الأول للشراكة هو الغنومية:
وهي أن يشتري الحضري الأغنام ويسلمها للبدوي، فيتنقل هذا بها بين المعمورة والبادية حسب الفصول والمواسم، وتقوم أسرة هذا البدوي بكل ما تطلبه الأغنام من عناية وخدمة وحلب نعاجها الرغوث وتحويل البانها إلى زبدة وسمن وخاثر، ويتناول الحضري عن كل نعجة رطلا من السمن علاوة على حملها الصغير ويأخذ البدوي ما زاد عن الرطل، والنعجة الواحدة قد تعطي في سنة الخصب من الرطل إلى الرطل والنصف إلى الرطلين من السمن، أما الصوف فيرجع كله إلى البدوي لقاء تعبه، وأما الرسوم الأميرية المتحتم دفعها عن الأغنام فالحضري يدفع رسوم الأغنام الرغوث التي تلد وتسمى الحلوب وتعطي حليبا في موسمها ‘ والبدوي يدفع رسوم الحائل أي الغنمة، التي لا تلد وبالتالي لا تعطي حليبا ذلك الموسم، وعلى البدوي أن يدفع أيضا كل النفقات من ضمان الماء وضمان الحقول المحصودة بما يسمونه (فراز) وخلاف ذلك، والبدوي مسؤول أيضا عن ادارة الغنم وجلب الماء إليها من الأماكن البعيدة. وإذا ما أراد الحضري ابدال هذا الشريك فإن ذلك يكون في موسم (الفراز) أي زمن خضوب اللبن أو قبيله. ويقدر ان ربع البدو لا يقومون بأمانة في هذه الشركات اذ يعيشون بما عهد اليهم من الغنم ويدعون ان الذئب أكلها أو ان البرد أو المرض انتابها إلى ما هنالك من الأعذار التي يعود سببها الأساسي إلى شعور البدوي (الراعي) بأنه مستثمر من أغنياء الحضر في الريف والمدينة وانهم يستغلونه، فعلية ان يرد الصاع صاعين عن طريق تلفيق الاعذار حول موت الغنم ومرضها أو هجوم الذئاب عليها (كلاها الذيب) وعمل الراعي هنا مشروع ما دام يريد أن يسد رمق عياله وهو المنتج الحقيقي لما تدره الأغنام. ولذلك فإن مالكي الأغنام من الحضر يسعون لاسترداد غنمهم والبحث عن راع (بدوي) آخر "أكثر أمانة" حسب تعبيرهم.
الشكل الثاني للشراكة هو شركة العظم أو الشركة الحلبية، وهذه تكون على شكلين:
الأول، يبتاع كل من البدوي والحضري عددا متساويا من الأغنام فيأخذ البدوي بتربيتها واستثمارها وفاقا لما ذكرناه في الشكل السابق، وتقسم الخسائر والأرباح مناضفة. كما تقسم النفقات بينهما على السواء، إلا أن هذه الشركة قد أصبحت في الأربعينات نادرة، ولا تزيد نسبتها على / 5% / بين الشركات.
والشكل الثاني، يشتري الحضري مثلا مائة نعجة بمائتي ليرة ويسلمها للبدوي بعد أن يأخذ عليه سندا بالقيمة وتعهدا بوفاء أثمانها من نواتجها فيبدأ البدوي بأداء جانب من أثمانها كل سنة فلا تمضي سنتان أو ثلاث حتى يكون قد أدى القيمة بتمامها. فتصبح الغنم مناصفة بين البدوي والحضري فاما أن يجدد الشركة أو يأخذ كل حصته ويبحث عن شريك.
*******
التمايز الطبقي بين البدو يزداد اتساعا
ازداد في عهد الانتداب الافرنسي 1920 - 1943 التمايز الطبقي بين أفراد القبيلة ومشايخها وبخاصة شيخ المشايخ. وقد شجعت سلطات الانتداب الفرنسي رؤساء العشائر على تملك الأرض واستثمارها وتشكيل شريحة اجتماعية تدين بالولاء للاستعمار وتستخدم كخنجر في خاصرة الحركة الوطنية وكأداة في يد سلطات الانتداب. وغضّت تلك السلطات الطرف عن قيام العشائر القوية بجباية حق الخوة من الفلاحين المتاخمين للمعمورة. وسنت لهم قانون العشائر، الذي تضمن امتيازات واضحة لصالح مشايخ العشائر البدوية.
فشيخ الفدعان (45) مثلا سكن مع بعض أولاده في قصر مجهز بكل وسائل الرفاهية العصرية كالمياه الجارية والحمامات والتدفئة المركزية والكهرباء وحظيرة للسيارات الخ. في قرية جب العلي على السفح الشمالي لجبل شبيط، كما كان يملك بضع قرى على ضفاف البليخ، والفرات بجوار مسكنة، وعدة قرى تمتد من جبل شبيط حتى مسكنة تملكها في نهاية العهد العثماني وفي عهد الانتداب. وشيخ الفدعان مجحم بن مهيد سار في ركاب الحملة الفرنسية التي احتلت وادي الفرات منطلقة من حلب.
وقد كان أول شيخ عشيرة بدوية استخدم السيارة في الغزو، لأنه استطاع في عام / 1929 / مع حفنة من رجاله أن يقضي على أكثر من / 200 / فارس من عشيرة جيس (قيس) المعادية وانتقم لعينه التي فقدها في احدى المعارك معهم. وبفضل استخدام السيارة على نطاق واسع أصبح شيخ العشيرة قادرا على أن يرسل تعليماته وان يتلقى أخبار المراعي وقطعانه، وان يذهب لتسوية الخلافات الناشبة قبل استفحالها أو ملاحقة قضايا عشيرته لدى مختلف الدوائر الرسمية بسرعة وتدعيما لمركزه اقتنى قصرا فخما في حلب ذاتها.
ولم يهتم شيوخ الفدعان أبدا بتشجيع أفراد قبيلتهم على الاستقرار ومعاطاة الزراعة، وكانوا ينزلون صيفا في بادية حلب دون أن يبلغوا جبل شبيط إلا في حالات نادرة. أما في الشتاء فيتوغلون بالبادية حتى البشري والكوم. لكن البحث عن المراعي والتمون بالتمور، دفع بعضهم للوصول حتى وادي حوران في العراق، وقد سبق لهم أكثر من مرة أن قضوا الشتاء هناك. ويرحلون من البادية في أواخر الربيع قاصدين أطراف المعمورة التي يتركونها في مطلع تشرين الأول.
ويلاحظ أن رؤساء العشائر، الذين تملكوا الأراضي الواسعة استخدموا في البدء فلاحين لهم خبرة في الزراعة وابقوا عشائرهم على البداوة. وكان عبيدهم أداة بطش لا ترحم ضد الفلاحين.
*******
حسب الإحصاءات التقديرية – الواردة في الجدول الموضوع عام / 1943 / (47) فإن عدد البدو الرحل بلغ / 151185 / نسمة عاشوا في / 31602 / خيمة وملكوا / 212233 / جملا و / 3320 / رأسا من الخيل و / 212233 / رأسا من الغنم و / 8000 / رأس ماعز. ومعنى ذلك أن نسبة الجمال هي / 14 / جملا لكل عشرة أشخاص ونسبة الخيل رأس واحد لكل / 45 / شخصا ونسبة الأغنام والماعز خمسة رؤوس لكل شخصين.
***
الحركة الوطنية السورية وقضية البدو
أولت القوى التقدمية داخل الحركة الوطنية أمر البدو اهتماما ملحوظا ودعت إلى معالجة قضيتهم "بحق ووجدان عربي عال" والصفحات التالية هي آراء الكاتب المعروف في حينه منير الشريف في كتابه "القضايا الاقتصادية الكبرى في سورية ولبنان" الصادر في آب / 1947 / كتب الشريف(48):
لم يتخلص أبناء عمنا هؤلاء العرب الرحل، من الأتراك، حتى بلوا بالفرنسيين، الذين حكموهم حكما مباشرا، مدة خمسة وعشرين عاما، فلم يعملوا من أجل راحتهم وهناتهم شيئا، وما عملوه معهم: انهم باعدوا بين قبيلة وأخرى، وبين هذه القبائل، وبين سكان المدن، والحكومة المحلية، وكانوا يهيجونهم على عرب المدن الذين لا يعترفون للفرنسيين بالحكم لكي ينالوا من عزتهم وكرامتهم ويحولوا بينهم وبين مصالحهم.
وبعد أن أنقذناهم من الفرنسيين، يجب علينا الاهتمام بهم، والعطف عليهم، والعمل لمصلحتهم ومصلحة البلاد.
غزة.. النفايات الصلبة والطبية في القطاع تخلف أوضاعاً مدمرة في صحة المواطنين
حكايات القرية
العباسيون والنصارى
فصل من مخطوطة ذكريات: المشتى في خمسينات القرن العشرين
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
القبطان جاك سبارو (المسلم) الذي شوهت أفلام هوليوود شخصيته
مشكلة تدوين التاريخ العربي (والقصة الخرافية لبناء الجامع الأموي من قبل البيزنطيين مثالاً)
لمحة في تاريخ "انطاكيا".. المدينة والكنيسة
حدود الحي المسيحي بدمشق داخل السور قبل القرن الخامس عشر الميلادي وبعده
من نهفات بعض المؤسسات الكارهة للسوريين
بمناسبة 8 مارس يوم المرأة العالمي.. الاستثمار في النظام الذكوري
الحقيقة حول اختلاف يوم عيد الفصح
دور حلب الريادي في الطباعة والنشر وبدء عصر النهضة الفكرية في القرن السابع عشر
نصوص اللعنات الفرعونية وتاريخ سوريا وفلسطين
الصفصافة مدينة معرفة؛ حلمُ، هل يتحقق؟!