كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من ثورة استقلال سورية.. حدث في حماة عام 1945- ح9

خالد محمد الجندي- فينكس:

"الـجـمتيع اشـتـرك فـي الـثـورة"
مراراًًً وتكراراً راجعت كثيراً من المراجع الموثوقة التي أرخت لثورات الاستقلال في مختلف المدن والبلدات السورية، ومنها ما جرى في حماة ومن هم الذين اشتركوا وساهموا في ثورة الاستقلال، فوجدت أن الجميع اشتركوا فيها شبابا وشيوخا وحتى النساء الماجدات.. ولكن بعض المراجع أسهبت في جانب وأخرى في ذكر أفضال جهة أخرى... فقد اشترك أصحاب الشهادات العليا في الثورة، وبعض الضباط القدامى الذين ساهموا في وضع الخطط العسكرية للتعامل مع العدو، وقد نجحوا في مهامهم بشكل باهر ومشهود، ومن هؤلاء أستاذ التاريخ المجاهد عثمان الحوراني والمجاهد سعيد الترمانيني والمحامي عبد القادر المصري (استشهد) والضابط صلاح الشيشكلي (قال أكرم الحوراني عنه في مذكراته أن الفرنسيين جردوه من لباسه العسكري وكان متطوعا في جيش الشرق، وطردوه من الجيش، فلجأ اليه "وهم جيران وأصحاب"، حيث حصل على لباس خارجي منه وتوجه الى حماة ليشترك في قيادة ثورتها)، والضابط السابق في الجيش العثماني خالد مراد اّغا (أبو الحافظ) ومعه مصطفى رمزي الامام واللذين سميا أمينين لسر القيادة الوطنية، وأيضا الضباط السابقين في الجيش العثماني عبد المجيد كوجان وقريبه حمدي كوجان، وبدري الامام وعمر الجابي ....والفرق الكشفية بقيادة المفوض عبد الرحيم الغزي، وجميع مشايخ حماة على الاطلاق، وأخص بالذكر الشيخ سعيد النعسان مفتي حماة ورائد نهضتها، و أخوه الشيخ طاهر النغسان، والشيخ سعيد الجابي والشيخ محمد الحامد والشيخ عبد الله الحلاق والشيخ محمود وخالد الشقفة ومشايخ اّل المراد والشيخ عبد القادر عدي والشيخ سعيد زهور عدي، وقاضي الشرع بحماة الشيخ أنيس الملوحي (من حمص) والمجاهد الكبير أحمد سليم الوتار... و أيضا رجال الدين المسيحي وعلى رأسهم المطران أغناطيوس حريكة. ونخله وخليل كلاس ولطف الله الحلبي وأديب نصور...
في حلقات سابقة أوردنا بعض أخبار نواب حماة وموقفهم الوطني من الثورة وأيضا مواقف مدن وبلدات أرياف حماة ووفودهم التي جاءت حماة مبايعة ومعهم فصائل مسلحة من شبابهم المناضلة ، الى غير ذلك من الأخبار..
وفي هذه العجالة أورد بعض أخبار الثورة النادرة، ومنها: ...قام المسؤولون عن بيت الشعب من اّل العظم بإرسال وفد الى الأردن لشراء ما تيسر من السلاح والذخيرة لصالح ثورة حماة.
وكان الوفد يضم كلا من السادة: أحمد سلطان - فخري الكيلاني - منذر العظم - نوري العظم - شفيق الكيلاني - فائز بارودي - عبد المجيد خطاب البارودي - صالح البارودي - محمود الزعيم - محمود الساكت... وقد نفذ الوفد المهمة بنجاح ...ومن ماّثر رجال ثورة حماة أن السيد أحمد اّغا البرازي كان بالرغم من بلوغه أكثر من خمسة وسبعين عاما حمل سلاحه ودعا أولاده وكثير من أقربائه الى حمل السلاح وكان منظرة حافزا كبيرا للاستبسال والصبر على القتال، وأيضا قريبه علي النعسان البرازي وكان نظره ضعيفا حمل السلاح ومعه ابنه زهير الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشرة...
ولا ينس الحمويون الموقف المشرف لدكتور الحقوق المتخرج من جامعات سويسرا "درويش خالد البرازي" الذي حمل السلاح وقاتل في صفوف المجاهدين أحسن قتال وبرفقته أخاه صالح، وهنا لا بد من ذكر شجاعة أصلان البرازي المعروفة وقوة الشكيمة لديه على مدى حياته...
أما عشيرة التركي فقد جاوز عدد مقاتليهم المائة رجلا والجميع يحفظ اسم عوض التركاوي المجاهد في حماة وفي فلسطين..، والكل يشهد لهم بلائهم الحسن في حصار ثكنة الشرفة ومعركة مدخل حماة الجنوبي... وبرز من آل مراد اّغا في الثورة عبد الحميد مراد اّغا وخالد مراد اّغا وهاني مراد آغا... ومن شباب حماة الذين قاتلوا بشراسة أذكر: محمد الحبال وواصل وعبد الحليم الحوراني وظافر وغالب ومصطفى الحوراني، وأنور وأكرم ومظهر ومحي الدين العاشق، وحسين وتوفيق وعبد الرحمن الشقفة، وعبد الرزاق وفائز ونجيب وطاهر ومنير ويحيى الأسود وعلاء الدين وفايز وسليم ومحمد صبري وزيد وعلي سراج الدين الحريري، ومحمد خير النوري وخالد الراس وعبد الكريم عاجوقة ونورس وحافظ وخالد وكنجو وفريد وعبد الرحمن وتوفيق ونزار طيفور، ومظهر وسطايف وعبد القادر وأحمد قصاباشي، ومحمد وعزة وكمال وسعد وفيصل الحبال، وعمر العمر البرازي ومحمد العمر البرازي ومظهر العمر البرازي ومحي الدين البرازي ومحمد رامي البرازي وشهير البرازي وابراهيم البرازي، وعثمان نجيب العلواني وعثمان محمد العلواني ونعسان العلواني ومحمد العلواني ودرويش العلواني وأحمد نايف العلواني وعثمان وأحمد الأمين وحسن وعمر ومحمود دلال وعبد الرحمن الشارع، وسعيد خلوف الجرابات، وسامي ومضر وفريد السمان ومحمد عبدو وتيسير ومحمد علي علوش، وعبد الله وهشام وفؤاد وناصح وبهجت واحسان وأحمد وعبد الغني العظم، وأديب ونور الدين اللجمي، وغالب ومحسن وأحمد وصلاح وابراهيم وعمر الشيشكلي وممدوح وخالد الحاج حامد وعبد اللطيف سالمه ومحمد جميل ومنير النبهاني وجميل نيربية وبرهان وأحمد الملكي وعلي عدي وأنور البوشي عدي وعادل الجابي وعبد المجيد بارودي وجواد العيان وعبد الرحمن وخالد العوير ومصطفى الشاكوش وهلال ورافع كوجان وعبد العزيز الخالد وخالد حمضمض وعبد العزيز وزهري عثمان وعبد الحسيب الشيخ سعيد وسعيد النابلسي ومحمد الجلاغي وابن أخته محمد حمدون وعشرات من اّل الكيلاني والسفاف والبارودي والسبع وجواش والفرداوي والشواف ولحلح... ويوسف السفراني ومحمد عطورة وعبد الكريم العطري وعثمان عدي... الخ.
وقبل انهاء هذه الحلقة التي غلبت عليها البساطة في عرض بعض الحوادث الشيقة التي تدل على أصالة شعبنا العاظفي لدرجة الافراط، لا بد من عرض ملخص سياسي مقتضب عن صحف تلك الأيام من عام 1945... ففي العاشر من شهر اّذار 1945 تم اللقاء بين الجنرال الفرنسي "بينه" (1883- 1969) (المندوب السامي الفرنسي لسورية ولبنان منذ 10 شباط 1944) وبين وزير الخارجية السوري جميل مردم بيك، حيث أعلمه بأنه سيغادر الى فرنسا للتشاور مع حكومته حول أوضاع البلاد العامة... وفي يوم 3 أيار 1945 تم انزال 800 جندي فرنسي في بيروت، فاعترضت الحكومتان السورية واللبنانية بشدة على ذلك للمخالفة الصريحة لاتغاقية الاستقلال الخاصة بالبلدين.... وفي 7 أيار 1945 احتفلت السلطات العسكرية الفرنسية في سورية ولبنان بعيد النصر، وكانت تلك الاحتفالات يتخللها استفزازات شديدة من قبل الجنود الفرنسيين للأهالي .....وبعد عودة الجنرال "بول بينه" الى بيروت بتاريخ 12 أيار أكد أنه لن ينزل الى بيروت أي جندي، ولكنه كان كاذبا، فقد وصلت يوم 12 أيار البارجة الفرنسية "جان دارك" الى ميناء بيروت ونزل منها 1500 جندي سنغالي مع كامل أسلحتهم وعتادهم.... ولما تم الاستفسار عن ذلك من قبل الحكومة السورية وأيضا اللبنانية جاء الجواب، بأنه تبديل للجند... وهم كاذبون ...وبتاريخ 19 أيار 1945 اجتمع الرئيس السوري شكري القوتلي ببلدة شنورا اللبنانية مع الرئيس اللبناني بشارة الخوري وخرجا بقرار حاسم بوقف جميع المفاوضات مع الفرنسيين .....وفي يوم 21 أيار 1945 عقد المجلس النيابي السوري جلسة كانت صاخبة جدا ، حيث هاجم نواب الشعب السوري علنا سياسات فرنسا الاستعمارية الظالمة ...وهكذا عمت المظاهرات سورية ولبنان.. وبدأت ثورات الاستقلال..
وللحديث بقية
ملاحظة: الأسماء المذكورة هي من الذاكرة، ومن المؤكد أن في ذاكرة القراء الكرام أسماء كثيرة غيرها، فقد استعرض محافظ حماة بعد انتهاء الثورة 5000 اّلاف مجاهد مروا أمامه بكل انتظام، ضمن فصائل عسكرية على ايقاع المرشات العسكرية.