كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

من ثورة استقلال سورية.. حدث في حماة أيار 1945- ح3

خالد محمد جزماتي- فينكس

وما أن أصبح الصباح على مغادرة مسلحي السلمية ورجال العشائر، حتى أمت حماة جماعات مسلحة من الغاب ومن بلدات شمال حماة (طيبة الامام - قمحانة - صوران - مورك - كفر زيته - اللطامنة - خان شيخون... الخ)، ولقد تفاعل قضاء مصياف مع أحداث حماة وثورتها، فقد وصل حماة وفد من مصياف يترأسه السيد نجيب الخش وعبد الله الخالد وأعضاؤه كثيرون منهم السادة: طه محمد الابراهيم - محمد تميم أبو حسون - محمود الأحمد -- محمد بصل -- طه الشاهين - سليمان حيدر --علي أحمد الخطيب -- ياسين السيد -- حسن أحمد رستم -- هاشم الأمير علي... وغيرهم، حيث عاهدوا المحافظ وقادة الثورة على الجهاد ضد المحتل الفرنسي حتى تحقيق الاستقلال، وأثناء ذلك قدم إلى حماة من السلمية وفد ثالث هو "وفد الأمراء" بواسطة سبع سيارات كبيرة محملة بالمجاهدين برئاسة الأمير مصطفى التامر رئيس بلدية قضاء السلمية، ويضم الوفد عدداً من الأمراء منهم الضابط المتقاعد الأمير "رفعت الحسن". واللافت للنظر أن وفد الأمراء هذا كانت أسلحته مميزة وعتاده ممتاز النوعية، ويمتلك مدافع رشاشة كان لها فائدة عظيمة في معركة باب البلد الشهيرة...رفعت الحسن ضابط متقاعد من مجاهدي سلمية 1945
وهنا لا بد من التنويه بأن ما حدث في حماة من التصرفات السيئة من قبل الجنود الفرنسيين بحق الأهالي كان حافزاً كبيراً لفزعة أهالي السلمية وأمرائها وبلداتها (تل الدره -- العلباوي -- تل جديد -- المفقر الغربي والشرقي -- الخريجة -- بري الشرقي والغربي -- تل التوت -- الصبورة -- تل عبد العزيز)، ولكن الفزعة الكبرى لدى أهالي السلمية وقراها وعشائرها كانت بسبب آخر عزز السبب الأول وهو مرور نواب الجزيرة والفرات بقضاء السلمية وأحاديثهم المؤثرة حول ما يرتكبة الفرنسيون من وحشية بحق العاصمة دمشق وأهلها، فتنادى الجميع في السلمية إلى حمل السلاح للاشتراك بالثورات على الفرنسيين، فلبى النداء أربعون مسلحاً من عشيرة النعيم، وقام الأمراء راكان المرشد والشيخ صالح بن هديب ومحمد الباشا وشباب السلمية بتشكيل كتيبة مقاتلة عديدها أكثر من 200 مجاهد بسلاح كامل وعتاد جيد، وقد انضم إليهم درك قضاء السلمية، وكان على رأسهم الوكيل عبد الستار البارودي، وكان قبل التطوع في سلك الدرك أمين سر حزب الشباب في حماة عند التأسيس عام 1937 - 1938، وكان يقوم بمهمات استطلاعية حربية مع السيد "يوسف عجوب"، لاستكشاف تحركات الوحدات العسكرية الفرنسية وجمع المعلومات لنقلها لقيادة الثورة في حماة، من أجل اتخاذ القرارات القتالية المناسبة...
وهنا لابد من الإشارة بأن الأمراء ووجهاء ورؤساء العشائر في قضاء السلمية جهزوا المدارس (مدرستان) وفرشوا صفوفها لاستقبال النازحين من أهالي حماة.. وأيضا الدور الكبير الذي قام به السيدان محمد الجندي وأحمد ناصر والشاعر أنور الجندي في حث الناس على الصبر، والقيام بتشكيل دوريات منتظمة لحفظ الأمن قي مجمل أراضي قضاء السلمية...
وهنا أذكّر الجميع بأن ما يتميز به أهل الشام جميعاً عند الأزمات والحروب والثورات، وأقصد الوطنية منها، توقف عمليات النشل والسرقات، وهكذا لم تسجل دفاتر الشرطة في محافظة حماة (المدينة وأقضيتها ونواحيها وقراها) أي حادثة سرقة أو اقتحام منزل، أو تعدي بدافع الاغتصاب، أو نشل طوال حوادث ثورة الاستقلال خلال النصف الثاني من شهر أيار..
والحادثة الأجمل هي قدوم سبع سيارات عبر طريق اللاذقية إلى حماة تحمل أفراداً ورتباء من الدرك المتطوع الذين كانوا يرابطون في بعض المراكز بجبال العلويين...
وفي ختام هذه الحلقة أنقل ما كتبه المجاهد محمد الجندي في مقال له: إن الذي اشترك في القتال من العشائر هم: التركي -- العكيدات -- بني عز الرعية --مشارقة الرعية -- النعيم -- مشارقة الموالي -- الدواونة --الغازي -- الأبو حسن القبليون...
أما العشائر التي استنفرت وخفت للجهاد ولم تشترك في القتال بسبب تدخل الجيش التاسع البريطاني يوم 1 حزيران 1945 وانقاذ القوات الفرنسية من أسر الثوار لهم وانهاء القتال، فهم : --بني خالد السبعة --الحملان --البشاكم -- الأبو حسن الشماليون..
يتبع