كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

سوريا الخميسنات 2 من 2

نصر شمالي

في دويلة سورية منقوصة ومقلصة أرضاً وشعباً، ويعتبرها الأجنبي الذي صنعها "دولة مستقلة" تامة، وقد أقامها وسهر على ترويضها لتخدم مصالحه، ماذا نتوقع من نخبها الناهضة أن تفعل وماذا نتوقع من شعبها المقلص أن يفعل؟..

لقد رأينا كيف أن هذه "الدويلة" السورية وقد تقلبت على مدى أكثر من عشرين عاماً في ستة عهود متناقضة، وتناوبت على حكمها ست سلطات كل واحدة منها دام عهدها من ثلاث إلى أربع سنوات فقط لا غير، وجميعها كانت شبه عسكرية، وجميعها انتزعت السلطة بالانقلاب أو بما يشبه الانقلاب، فما الذي يمكن أن نتوقعه من نخبها ومن شعبها؟..نصر شمالي مع جمال عبد الناصر
لقد كانت موازين القوى الداخلية والخارجية في غير صالح نخب وشعب الدويلة السورية المستقلة، المقلصة المنقوصة، وكان على نخبها الشريفة أن تعمل ما تستطيعه في واقع مملى عليها إملاء، فتتفهم حقيقة واقعها المملى وتتعامل معه على هذا الأساس من جهة، وتحاول تحقيق الاستقلال والسيادة في ظل هذا الواقع من جهة أخرى، ولقد كان ذلك صعباً جداً جداً!..
وهكذا رأينا النخب السورية تتخبط وتتعثر وتضطرب وتتقهقر وتضمحل، وتضيع إلى حد كبير في تلك المعارك الرهيبة غير المتكافئة التي دامت، كما ذكرنا، أكثر من عشرين عاماً، من العام ١٩٤٧ وحتى العام ١٩٧٠!
 وفي مطلع العام ١٩٥٨ توجّه وفد عسكري سوري إلى القاهرة من دون الرجوع إلى الحكومة والقيادات السياسية السورية، وحسم الجدل والموقف العام لصالح قيام وحدة فورية اندماجية من دون أحزاب، ولرئيسها صلاحيات واسعة شبه مطلقة!..
وكان الوفد عسكرياً كله إنما كان فيه عسكريون.. وعسكريون! منهم من يأخذ بالاعتبار مصيره الشخصي ومصلحته في المقام الأول، ومنهم من يأخذ بالاعتبار مصير الأمة ومصلحتها في المقام الأول، مثل الفارق بين الشهيد العقيد عدنان المالكي الذي كانت توجهاته تتفق مع توجهات الشعب، وبين العسكريين الانقلابيين الذين كانت تهمهم مصالحهم ومكانتهم في المقام الأول!..
وكان مشروع الوحدة المصرية السورية ببعده الدولي في مستوى محاولة انقلاب ضد الأنكلوسكسون الصهاينة الذين يعتبرون المنطقة العربية تابعة لهم بل ملكهم!
لقد كانت إقامة الوحدة تعني كما لو أن مقاطعة ويلز، مثلاً، حاولت الاستقلال عن بريطانيا! أو ولاية كاليفورنيا،مثلاً، حاولت الاستقلال عن الولايات المتحدة، فهل كان الوحدويون القادة وبخاصة العسكر يعون ذلك تماماً؟.. كانت مسؤولية العسكريين المصريين والسوريين كبيرة جداً في ذلك الوضع المصري السوري الجديد الذي صنعوه وأخذوه على عاتقهم، فما الذي سوف يحدث لهم ولما صنعوه لبلادهم في بلادهم، سواء منهم من أحسن النية أومن أساءها؟
لقد قيل أن الخوف من وقوع انقلاب عسكري في سورية يمنع قيام الوحدة المصرية السورية كان من أسباب الإسراع في إقامتها!.. ويخطر لي أن مثل هذا الانقلاب لو وقع قبل قيامها لكان ذلك أهون بكثير جداً من أن يقع بعده، فالفرق كبير بين وقوعه في سورية ضد حكومة سورية (كحدث انقلابي معتاد!) وبين وقوعه في الجمهورية العربية المتحدة ضد الوحدة وضد الرئيس جمال عبد الناصر!..
إن وقوع الانقلاب في الجمهورية العربية المتحدة وليس في سورية سوف تترتب عليه نتائج خطيرة تتناول سلبياً مبدأ الوحدة العربية من أساسه وتجعله موضع تشكيك وجدل ورفض، وهو ما حدث للأسف الشديد!.. وبالطبع كان الأنكلوسكسون الصهاينة وأتباعهم في المنطقة مستنفرون ضد الوحدة قبل قيامها، غير أن السؤال هو: "هل كان من الأفضل في حسابات الأنكلوسكسون الصهاينة قطع الطريق على الوحدة قبل قيامها، بانقلاب عسكري سوف يكون مكشوف الدوافع والأهداف وضعيفاً هزيلاً في وجه الملايين الوحدوية الهادرة، أم من الأفضل إجهاض دولة الوحدة وإسقاطها بعد قيامها وبعد تعثرها وخيبة الآمال فيها؟.. إسقاطها من داخلها وبأجهزتها، بحيث يظهر فشلها وانعدام ضرورتها ذاتياً بعد قيامها"؟..
على أية حال، قامت دولة الوحدة، واستقبلت جماهيرياً ممثلة برئيسها باحتفاء وحماسة وتأييد جارف، في جميع البلاد العربية بلا استثناء، استقبالاً لم تشهد له المنطقة العربية مثيلاً من قبل ولا من بعد، ولسوف تكون الخيبة العربية والمأساة العربية في مستوى ذلك الاستقبال!.. فهل كان ذلك الذي حدث لتجربة الوحدة عفوياً؟ أم أنه كان مخططاً ومرعياً على أعلى المستويات الدولية بالتعاون والتنسيق الوثيق مع القوى الإقليمية؟
منذ الأشهر الأولى لقيام الجمهورية العربية المتحدة، وبسرعة قياسية غير طبيعية أبداً، اتضح أن الأمور لا تسير على ما يرام!.. وسرعان ما وجد معظم القادة السوريون المدنيون والعسكريون أنهم في مصر بلا عمل كأنما هم في منفى!.. أما سورية، الإقليم الشمالي، فقد بدأت شؤونها توكل لأجهزة المخابرات، ولشخصيات سورية بيروقراطية من الموظفين والاختصاصيين الكبار (غير السياسيين)..
ولقد بدأ القادة السوريون في القاهرة يتململون ويلمحون في مجالسهم وللصحافة، المصرية طبعآ (يتحدثون إليها عن جمال الطبيعة في مصر، وعن قضايا لا تستحق الذكر!) أي أنهم بلا عمل وأن لا مهمات لهم في دوامهم الرسمي، وأنهم خارج الدوام يقضون وقتهم في الفراغ شبه التام!..
وفي ما بعد، في تصريحاتهم وفي مذكراتهم، تحدث القادة السوريون جميعهم عن ذلك.. وقد بلغ الأمر حد الكوميديا السوداء عندما سأل رياض المالكي وزير الثقافة السوري زميله بشير العظمة، وزير الصحة المركزي، سأله متهكماً ومداعباً: "كيف صحة الوحدة"! (وردت في مذكرات بشير العظمة)..
لقد بدأ الجميع في سورية يشكون من سلطة المخابرات المنفلتة، لا يستثنى منهم الوحدويون المتحمسون، وبدأ الحال والمزاج العام يتدهور بسرعة، وليس أدل على ذلك من التغير العميق، على سبيل المثال لا الحصر، في موقف شاعر مثل سليمان العيسى الذي اشتهر بنشيده الشهير الذي كان يتردد في إذاعة صوت العرب: "من المحيط الهادر/إلى الخليج الثائر/رايات عبد الناصر"! وإذا بهذا الشاعر يكتب قصيدة توزع بخط اليد كمنشور سري، تقول: "إسلم لجمهور العطاش الضائعين على الحواشي/أما أنا فأزفه نبأ ولو هو زلزلك/ في الحشد بعض الناظرين سمعتهم يرثون لك/فرثيت للحشد الذي بين الجوانح أنزلك/ورثيت إعجابي الذي قطف النجوم وكلك/ورثيت لك/ يا رائع الوثبات، باسم الخائبين رثيت لك"!.. أما عما أصاب غير هذا الشاعر من خيبة وارتداد مروع مؤسف في جميع الأوساط السورية الوحدوية، فله حديث آخر.سليمان العيسى
حظيت الوحدة المصرية السورية، الجمهورية العربية المتحدة، بشبه إجماع الأمة المعنوي العاطفي عليها وعلى قائدها الرئيس جمال عبد الناصر، لكنها لم تحظ أبداً بعوامل الحماية العملية، فكان أن تعثرت وكبت قبل أن تنهض واقفة! ..لقد نهضت دولة الوحدة محاطة بالأهازيج والأناشيد والصور واللافتات والمظاهرات والهتافات والاحتفالات، لكنها جردت من العوامل الضرورية لحمايتها، سواء العوامل الحكومية المخلصة والمتفانية، أوالشعبية الاجتماعية المنظمة، وأوكل أمرها لأجهزة المباحث كما كانت تسمى، فقط لا غير، فكان ذلك كفيلاًص بسقوطها قبل نهوضها!
وبدلاً من إعطاء الحرية السياسية على أوسع نطاق للجماهير الوحدوية المنظمة الهادرة كالسيل الجارف، والقادرة على حماية التجربة الوحدوية والنهوض بها، قمعت الجماهير وتنظيماتها واستعيض عنها بالواجهات المظهرية الفارغة، فكان تشكيل "الاتحاد القومي" الذي لم يكن أكثر من تكرار لتشكيلة الرئيس أديب الشيشكلي المظهرية التي حملت اسم "حركة التحرير"!.. لقد كانت دولة الوحدة دولة الأناشيد والأغاني المؤثرة التي لا تنسى حقاً، ودولة الحشود البشرية التظاهرية الضخمة والمؤثرة التي لا تنسى بدورها حقاً، أما ما عدا ذلك فالخواء السياسي والتسلط المخابراتي، فما الذي يمكن أن يترتب على ذلك سوى فشل محاولة النهوض تلك والسقوط في حالة وفي أوضاع أسوأ من الحالة والأوضاع التي سبقتها؟
لقد انطلقت محاولة إقامة دولة الوحدة بشبه انقلاب عسكري، وذلك عندما توجه العسكريون السوريون إلى القاهرة بمبادرة منهم وحدهم واتفقوا مع المصريين رفاق السلاح على إقامتها بالصورة التي تناسبهم، فكيف لا تنتهي تلك المحاولة أو التجربة الوحدوية التي تحققت بانقلاب عسكري بانقلاب عسكري معاكس؟ وهل قامت الوحدة أصلاً حتى نقول أن الانقلاب المعاكس هو انفصال؟
 بحدسها التلقائي وبإحساسها الفطري، وبمتابعتها لما يحدث في مصر وفي المنطقة وفي العالم، رأت الجماهير العربية في الرئيس جمال عبد الناصر قائداً تاريخياً عربياً إسلامياً أممياً يمكن أن يقود عملية نهوض الأمة الكابية أو عملية صمودها على الأقل، فالأمة كانت وما زالت في الحضيض مجزأة مبددة ومذلة مهانة!
عبد الناصر لم يتصد لقيادة أمة واقفة ناهضة، وجاهزة للانطلاق والسير إلى الأمام في طريق التحديث والتقدم، بل أمة ممزقة مجزأة، غير مستقلة وغير سيدة، وكابية منكبة على وجهها، تحاول النهوض بألم وبكبرياء، مستقوية بتراثها العظيم ومتحدية واقعها الأليم، فكيف لا تتطلع الأمة إلى ظهور عبد الناصر بأمل؟ وكيف لا تتجاوب مع مواقفه ونداءاته بحماسة؟ ومن يستطيع تجاهل اندفاع الأمة الجارف مع عبد الناصر في جميع أقطارها وأمصارها ومدنها وأريافها سوى جاهل أومتجني؟
عبد الناصر رمز كبير وفريد من رموز الأمة تصدى لمحاولة استنهاضها، وكان مخلصآ في محاولته الكبرى وإن هي فشلت، وبالتالي فإن عهده يحسب تاريخياً بمجمله لصالح محاولات استنهاض الأمة، وليس لتكريس انكفائها كما هو حال معظم الحكام العرب الذين يكرّسون تمزقها وكبوتها!
ولا تغير الأخطاء الكبيرة والصغيرة والكثيرة في حقيقة أن عهد عبد الناصر، بما فيه عهد الوحدة وإن فشل، كان محاولة كبيرة للنهوض بالأمة وتحقيق استقلالها وسيادتها، بينما عهود غيره من الحكام، في معظمهم، كانت ومازالت معادية للأمة ومدمرة لها لصالح هؤلاء الحكام ولصالح أعدائها الأجانب!
لا تقديس وتأليه للرموز التاريخية الإيجابية مهما علا شأنها، ولا تشويه وتدمير لها بسبب أخطائها وفشلها، بل الإنصاف والموضوعية في الانتقاد من أجل استخلاص العبر والدروس المفيدة ونحن في خضم المأساة الحالية الوجودية!
كانت الفاجعة عظيمة بانهيار دولة الوحدة، في ٢٨ أيلول/سبتمبر من العام ١٩٦١، على الرغم من جميع نواقص تلك الدولة وعيوبها وانحرافاتها التي لا يجادل فيها أحد.
وقد عاد الخوف إلى أعمق أعماق الأمة من جديد وفي مقدمتها الشعب السوري ليحل محل الأمل الكبير الذي تبدد، إنما صار الخوف بمقدار أعظم من ذي قبل..
وعلى أساس هذا الخوف المصيري وذاك الخطر الكبير، المتمثل بالكيان الإسرائيلي وصانعيه، لنا أن نتصور كيف سينظر الناس إلى تعويض يعرض عليهم باعتباره جيداً وعادلاً، هو: العودة إلى الحياة البرلمانية الديمقراطية القطرية السورية بديلاً عن دولة الوحدة، مهما بلغت عيوب دولة الوحدة!؟..
لقد كان قبول مثل هكذا تعويض من قبل أكثرية الشعب السوري مستحيلاً، مثلما هي مستحيلة عودة الطائر إلى داخل البيضة!..
ولقد أصبح القادم من الأيام مفتوحاً على جميع الاحتمالات الغامضة المتخطية لجميع التكهنات والتصورات!.. لقد كانت سورية قبل الانفصال جزءاً من دولة عربية هي الأكبر في المنطقة، وهذه الدولة، الجمهورية العربية المتحدة، كانت عضواً في الجامعة العربية وفي هيئة الأمم.. دولة قائمة رسمياً وشرعياً باعتراف العالم أجمع.. فلماذا لم ينتقل رئيسها شخصياً إلى دمشق على الفور لمعالجة الوضع المتردي الذي زاده تردياً سوء معالجات نائبه عبد الحكيم عامر؟.. ولو أنه فعل أما كان ممكناً تجاوز الأزمة وبقاء دولة الوحدة؟
عن اللجنة العسكرية البعثية التي شيطنتها الخصومات السياسية والأحقاد والتهويلات الكيدية ونسبت إليها ما لا يقبله عقل طبيعي مهما كان بسيطاً، نقول: في العام ١٩٥٩ صار واضحاً أن أوضاع دولة الوحدة المصرية السورية ليست على ما يرام في ما يتعلق بأحوال سورية تحديداً، وبشخصيات قادتها من السياسيين والعسكريين، الذين وجدوا أنفسهم شبه مهمشين وفي حالة بطالة سواء من كان منهم في مصر أم في سورية!..
في تلك الأجواء من الخيبة والقلق بادر عدد من الضباط البعثيين السوريين إلى تشكيل لجنة عسكرية، سرية طبعاً، هدفها بالدرجة الأولى حسب تقديرهم حماية أنفسهم ورفاقهم من شبكة الاستخبارات المفسدة التي تحصي عليهم أنفاسهم.. نصر شمالي مع بشير صادق في ثمانينات القرن الماضيوكانت مبادرتهم ذاتية في نطاق وسطهم المتواصل في علاقاته، والمتجانس أصلاً اجتماعياً وسياسياً، فلم يعودوا إلى قيادات حزبهم لاستشارتها لأن الحزب كان محلولاً ومحظوراً!.. أما تقديرهم الآخر فهو أن الأوضاع غير قابلة للاستمرار بالصورة القلقة الغامضة التي صارت إليها، وأن استمرارها على ما هي عليه يجعل الأبواب مفتوحة على جميع الاحتمالات السلبية الخطيرة، وبالتالي رأوا أنه ينبغي عليهم أن لا يضيعوا، وأن يمتلكوا سلفاً حداً أدنى من الحضور لمواجهة التطورات المُحتملة!
ولقد كان على رأس تلك المبادرة التنظيمية العقيد الدمشقي بشير صادق (من أهالي حي الميدان) الذي هو واحد من أعضاء الوفد العسكري السوري الذي وضع في القاهرة مع الرئيس جمال عبد الناصر أسس قيام الوحدة الفورية الاندماجية في مطلع العام ١٩٥٨، الأمر الذي يدعو إلى الدهشة وإلى التمعن في الأسباب التي جعلت العقيد صادق (ورفاقه أيضاً) يتحول من شريك مؤسس في دولة الوحدة إلى ناشط سري خارج أطرها الرسمية!
لقد تشكلت اللجنة العسكرية البعثية السرية من الضباط:
١- العقيد بشير صادق رئيساً (دمشق)
٢- الرائد محمد عمران (محافظة حمص)
٣- الرائد مزيد هنيدي (محافظة السويداء)
٤- الرائد ممدوح شاغوري (حماة)
٥- الرائد الطيار عبد الغني عياش (حماة)..
ولكن، ما كادت اللجنة تباشر مهامها حتى فوجئت بتعيين أربعة من أعضائها في سفارات الجمهورية العربية المتحدة، وقد عين رئيسها العقيد صادق في بكين، ولم تشمل التعيينات الرائد محمد عمران الذي كان قد رفع حينئذ أصولاً إلى رتبة مقدم، فكان أن جرى تشكيل اللجنة الثانية، بمعرفة العقيد صادق، من الضباط:
١- المقدم محمد عمران رئيساً (محافظة حمص)
٢- الرائد صلاح جديد (محافظة اللاذقية)
٣- الرائد عبد الكريم الجندي (محافظة حماة)
٤- الرائد أحمد الأمير (محافظة حماة)
٥- الرائد عثمان كنعان (من الإسكندرونة أصلاً!)
٦- الرائد منير جيرودي (محافظة دمشق)
٧- النقيب الطيار حافظ الأسد (محافظة اللاذقية)
وفيما بعد كان لعدد من أعضاء اللجنة العسكرية الثانية دورهم البارز في الحياة السورية العامة بعد الانفصال في العام ١٩٦١ وليس قبله، وأيضاً في الإنقلاب على عهد الانفصال في العام ١٩٦٣، وحتى العام ١٩٧٠ حيث طويت تماماً صفحة من تاريخ سورية الحديث تشمل جميع عهود ما بعد الاستقلال بين العامين ١٩٤٧-١٩٧٠، وبدأت حقبة لا علاقة لها بما سبقها بجميع المعايير استمرت عشرات السنين وما زالت مستمرة!
--------
- الصورة: العقيد بشير صادق رئيس اللجنة العسكرية الأولى في مكتبي الخاص في دمشق في التسعينيات، وقد كان مصدري لهذه المعلومات، وكذلك العقيد أحمد الأمير، وقد دققت المعلومات هذه مع عضو اللجنة العسكرية الأولى عبد الغني عياش بحضور الدكتورة فداء حوراني في دردشة خاصة في الجزائر حيث كنا نحضر دورة من دورات المؤتمر القومي العربي في العام ٢٠٠٠.
رابط الجزء الأول من الدراسة