الجيش الأمريكي يعتمد باضطراد على الشركات الأمنية الخاصة في مواجهة المنظمات الإرهابية

فينكس- خاص:

في سبعينات القرن الماضي ومع صعود التيار الليبرالي، و وصول رونالد ريغان رافعاً شعاره الشهير: “الدولة ليست هي حل مشاكلنا، الدولة هي المشكلة”، بدأ القطاع الخاص المملوك لفئة قليلة من الأثرياء يتحكم تدريجياً بالاقتصاد العالمي في المجالات كافة؛ إذ تشير الاحصاءات إلى أن الكيانات الخاصة “private entities” تزايدت من بضعة مئات عام 1989 إلى 6500 كيانا عام 2017، متحكمة بأصول تبلغ قيمتها 4.6 تريليون دولاراً، وبالطبع لم يكن القطاع العسكري بمعزل عن تلك المتغيرات خاصة في ظل الانتقال من مرحلة خصخصة العمليات العسكرية إلى خصخصة المؤسسات نفسها. وبالتالي أصبح بالإمكان توظيف العسكريين السابقين و المقاتلين المخضرمين “veterans” في صفوف تلك الشركات بحيث لن يكون هناك حاجة لتأهيل مقاتلين جدد وإعادة بنائهم مرة أخرى. وبتحول أغلب القطاعات الصناعية والتكنولوجية -بضمنها العسكرية- إلى القطاع الخاص الذي يرتكز على مبدأ الربح والبيع لمن يدفع، أصبح بإمكان تلك الشراكات تكوين جيوش صغيرة من آلاف المقاتلين. ومن أبرز الشركات الخاصة العاملة حول العالم:
“G4S”: ثاني أكبر شركة توظيف في الأرض بعد شركة وول مارت. تحت إمرتها 625 ألف موظف ومتعاقد أمني يعملون في 125 دولة حول العالم، لديها 9000 ألف عنصر في العراق يتولون حماية واحد من كل ثلاثة أرتال مدنية هناك.
“Academi”: المعروفة سابقا باسم بلاك ووتر ثم XE Services، تملك جيشا من 20 الف عنصر، إضافة لقاعدة تدريب بمساحة 28.3 كم2 تعتبر الأحدث على مستوى العالم، تضم 20 طائرة وعدد غير معروف من العربات المدرعة، تورط مقاتلوها في قتل مدنيين بساحة النسور وسط بغداد.
“Erinys”: تسلمت 282 موقعاً من الجيش الامريكي في العراق ولديها 16 ألف متعاقد عامل هناك، كما تملك بضعة عقود في أفريقيا.
“Dyncorp”: تملك 10 آلاف مقاتل وتحقق إيرادات سنوية تقدر بـ3.4 مليار دولار، تم اختيارها من بين 8 شركات لخلافة القوات الأمريكية في العراق.
“Triple Canopy”: تمتلك 3 آلاف عنصر بالإضافة إلى 1800 جندي عسكري أغلبهم من البيرو وأوغندا مجهزين بكافة المعدات العسكرية، حصلت الشركة على عقد بقيمة 1.5 مليار دولار من الجيش الأمريكي.
Aegis defense service”: تضم 5000 آلاف مقاتل وتعمل في البحرين وأفغانستان.
“Unity resources group”: شركة استرالية تضم 1200 مقاتل من أستراليا وبريطانيا، اتُهمت بقتل مدنيين في العراق بينهم بروفيسور استرالي.
وللتصدي لظاهرة الإرهاب التكفيري في القارة الأفريقية خاصة لجأت المؤسسة العسكرية الأمريكية إلى شركات أمنية خاصة في كينيا والصومال والنيجر وأثيوبيا، تُستخدَم للاستطلاع بما تمتلكه من طائرات موجهة بلا طيار عن وضع وحجم وتموقع التنظيمات الإرهابية تمهيدا لضربها بالقاذفات الحربية الأمريكية.
وفي هذا السياق تقوم شركة ZEL TECH NOLO Giesبتزويد البنتاغون بالمعلومات الخاصة حول أماكن وجود وتمركز ونشاط المنظمات الإرهابية في شمال أفريقيا والخليج العربي والساحل الأفريقي، كما يعتمد البتاغون على شركات أمنية مماثلة مثل L3 HARRis التي تأسست في 29جوان/حزيران2019 ومقرها الرئيسي: ملبورن، فلوريدا، الولايات المتحدة، وأرباحها 17.81مليار دولار، وكذلك شركات AC 1425 us وشركة AEVEX AEROSACE وشركة AiRTEC وغيرها من الشركات الأمنية الخاصة.
وهذه الشركات الأمنية التي تعتمد خاصة على المتقاعدين العسكريين والمرتزقة لها قواعد دعم وإمداد للجيش الأمريكي في أفريقيا على غرار قاعدة "كامب سيمبا" بمنطقة في خليج ماندا قرب جزيرة لامو السياحية، في كينيا التي توجد فيها أيضاً قاعدة جوية اسمها "مانوسبي" يشرف عليها الجنود المتقاعدون المتعاقدون مع الجيش الأمريكي.
ونذكر أيضا قاعدة "كامب ليمونير" العسكرية التي تقع بجوار مطار جيبوتي، وهو قاعدة استكشافية بحرية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية مستأجرة لتقديم الخدمات للجيش الأمريكي وعملياته في الصومال واليمن وغيرهما.
وتملك تلك الشركات وغيرها قدرات عسكرية تتعدى توفير المقاتلين وتدريب الجيوش؛ ففي تحقيق استقصائي أجرته صحيفة الصن البريطانية، أبرزت فيه أن الشركات العسكرية الخاصة تعتبر الخطر الأبرز على الأمن العالمي في القرن الحادي والعشرين مع قدرتها على اجتياح بلدان بأكملها وتغيير موازين الأزمات الدولية، وحيازتها ميزانية دفاعية تبلغ 200 مليار دولار -بما يعادل ميزانية بريطانيا العسكرية 5 مرات-. فتلك الشركات لها القدرة على توفير وسائل الحرب التقليدية والحرب الالكترونية و سرقة أصول الدول لصالح من يدفع أكثر.