كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

كتب د. عبد الله حنا: السلطان عبد الحميد في أرشيف السفارة الألمانية في استنبول

يحتوي ارشيف وزارة الخارجية الألمانية عددا من التقارير دبجتها يد السفير الألماني في استنبول، إضافة إلى مقالات صحفية يرد فيها ذكر السلطان عبد الحميد. ومعروف ان المانيا القيصرية كانت حليفة الدولة العثمانية وسندها في الصراع الدائر بين الدول الاستعمارية الاوروبية. والصداقة بين قيصر المانيا والسلطان عبد الحميد كانت اشهر من نار على علم. وهذا يعني ان تقارير السفارة لم تكنَّ العداء للسلطان، على الرغم من تناولها لبعض الجوانب السلبية في سياسة عبد الحميد.
وننقل فيما يلي مقاطع من هذه التقارير، التي تقدم صورة عن حياة وسياسة البلاط العثماني:
⦁ تحت عنوان: "بريطانيا العظمى والإسلام" نشرت جريدة الديلي ميل البريطانية بتاريخ 8 أذار 1907 مقالا يلخص لقاءً جرى بين المستر وايت مان والسلطان عبد الحميد. و واضح من المقابلة الكياسة التي يتبعها عبد الحميد في سياسته الخارجية ولقائه مع رجالات الغرب مقارنة بسياسة العصا التي يستخدمها في سياسته الداخلية مع "شعبه". كما نشرت الديلي ميل في 16 ذار 1907 مقالا ثانيا لوايت ميل بعنوان: "ألمانيا والسلطان" تضمن العلاقة بين المانيا والسلطان عبد الحميد بعين بريطانية.
⦁ تقرير من السفارة من جملة ما فيه ان فهيم باشا رئيس البوليس السري، الذي أقاله عبد الحميد منذ فترة ونفاه إلى بروسا، هرب من المنفى أوائل شباط 1907.
⦁ من خلال تقارير القنصل الألماني يتبين أن عبد الحميد كان يقرأ ما يُترجم له من الصحف الفرنسية والبريطانية.
⦁ تقرير صادر من السفارة في 13 أب 1908 يذكر ان رقابة الشرطة السرية زالت بعد إعلان الدستور ، ولكن لا يتجاسر أحد ان يتحدث او ينقد الحكومة الجديدة او سياسة لجنة الإتحاد والترقي.
⦁ تقرير في 8 أيلول 1908 كتبه السفير مارشال أمير بيلوف جاء فيه: عندما غادرت استنبول في أوائل حزيران 1908 (قبل إعلان الدستوربشهر ونيّف في 21 تموز) كانت شرايين الدولة كلها تدار من القصر. فنظام المركزية الشديد كان واضحا للعيان . وكان السلطان يسعى لمعرفة كل شاردة وواردة حتى في القضايا الفردية.
⦁ تقرير 8 أيلول 1908 يذكر ان شبكة الجواسيس يقدّرعددها بالآلاف ويُصرف عليها آلاف الليرات، كانت تحصي على الناس انفاسهم... هذا النظام الجاسوسي هوى بلمح البصر ودفعة واحدة.
⦁ تقرير 8ايلول 1908 يذكر: "لا شك أن السلطان علم، قبل الكارثة بعدة اسابيع، بأن شيئا ما يحدث... وهوى نظام السلطان ولم تتحرك اصبع لإيقاف الكارثة... "ثمّ يتحدث التقرير عن تلاشي دورسكرتارية القصر، وإغلاق دائرة الترجمة في القصر، وانتقال كل الملفات من القصر إلى الصدارة العظمى، اي إلى مجلس الوزراء.
⦁ تقرير 8 ايلول 1908 يشير إلى ان مكتب برقيات القصر الذي كان يعمل ليل نهار انتهى. وعلائم الانهيار السريع لسلطة السلطان، التي كانت قبل أسابيع ، اصبحت بادية للعيان.
⦁ تقرير السفير في 8 ايلول 1908 جاء فيه: "التقيت مع السلطان وهو بدون سلطة، وكنت قد حذرته سابقا من خطأ تعامله مع الجيش ومساوئ نظام الجاسوسية فتذكر الحديث". ويذكر السفير ان سلطة السلطان عبد الحميد ضَعُفَت، ولكنه وبعد تبادل بعض الكلمات معه استعاد قوته وأخذ يتحدث وكأنه لا يزال السيد الأعلى.