كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

د. عبد الله حنا: مدحت باشا والخمر

اتهم مدحت باشا كغيره بالإدمان على الخمر، ويبدو ان التهمة صحيحة. وننقل من المراجع العربية التي قرأناها قصتين، أو بالأصح طرفتين رُوِيَتا عن مدحت باشا عندما كان واليا على سورية:
- يذكر يوسف الحكيم ان مدحت باشا زار اللاذقية. وقَبِل هناك دعوة المطران ملاتيوس لتناول طعام العشاء. وبعد ان رشف كؤوس العرق اللاذقاني الفاخر، أخذته نشوة الطرب فبدرت منه عبارة "أنا خالع الملِكين". أحدهم همس لرفيقه عبارة ولما شربناها.. ففهم مدحت سر الجملة، وهي بيت شعر
ولما شربناها ودبّ دبيبها إلى موطن الأسرار قلت لها قفي
- يعتقد صاحب المنار الشيخ رشيد رضا أن مدحت باشا "كان مسلما محترما لدينه كما يقال، ولكن السكر بلاء قلما يستطيع تركه من أبتُليَ به. وكان الوزير مدحت باشا ابتلي بشرب الخمر كأكثر رجال الدولة".
ويروي الشيخ رشيد حادثة مدحت باشا مع درويش افندي في طرابلس، ننقلها كما جاءت في المنار. "...قال مدحت: نشرب على اسم مولانا السلطان الأعظم. فأخذ الكأس (كأس العرق) درويش أفندي وقال على البداهة: كأس من يد أفندينا مدحت باشا باسم مولانا السلطان الأعظم أمير المؤمنين لا ينبغي أن تُصبّ في الجوف وتخالط القذر بل مكانها الرأس، وصبّ الكأس على عمامته البيضاء. فأُُعجب مدحت بهذه البداهة والكياسة".