كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

على هامش هزيمة 5 حزيران

فينكس:

لم تكن قاصمة الظهر في الخامس من حزيران عام 1967 مجرد حرب عابرة خسر فيها العرب (مجتمعين) بسبب التفوق النوعي في السلاح بين العرب من جهة و بين "اسرائيل" و الولايات المتحدة من خلفها من جهة أخرى.

قاصمة الظهر، و نحن نعيش ذكراها الخامسة و الخمسين، كشفت من جملة ما كشفت:

1-زيف الحضارة الغربية و نفاقها عندما تتشدّق بالديمقراطية و حقوق الانسان، و حق تقرير المصير، و احترام سيادة الدول.. الى آخر معزوفة النفاق الغربي التي، مع الأسف، بات يتبناها، عن جهل أو علم، بعض اليساريين العرب.

2- كما كشفت أن العرب يفتقرون إلى العلم و المعرفة لمواجهة ليس فقط عدوهم التاريخي، بل للانخراط في الحياة كي يستحقونها بجدارة.

3- كشفت أن الاتحاد السوفييتي (السابق) صديق العرب، لم يكن بمقدوره مواجهة الامبريالية الامريكية و توابعها في أوربا الغربية، و هو معذور في ذلك، و لهذا بحث طويل لسنا في صدد الخوض فيه، بيد أنّه تجدر الاشارة أن الاتحاد السوفييتي لم تكن لديه نزعة استعمارية كتلك الموجودة تاريخياً لدى الغرب.

4- عرّت الهزيمة الجهل العربي، و فضحت بؤس واقع العرب، و مدى ابتعادهم عن عصر النهضة الذي عرفوا بواكيره في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

5- و أخيراً: أكدت مدى عمالة بعض الحكّام العرب كالملك السعودي الراحل فيصل آل سعود، و الملك المغربي الحسن الثاني، و حتى الأردني الحسين بن طلال، مثالاً لا حصراً.

و بعد: تكاد تنقضي ذكرى الهزيمة الأكبر في تاريخ العرب، دون أن يهتم بها و لها أحد، و السبب أن أوضاعهم، و على الصعد كافة باتت أسوأ حالاً بما لا يقاس عن تلك الهزيمة، و مع ذلك ثمة أمل.. علماً أن ما جرى في سورية طوال العشر سنوات الفائتة، هو إحدى تلك الحلقات (الكبرى) التي بدأت مع وعد بلفور 2/11/1917، مروراً بنكبة 1948 ومن ثمّ هزيمة 1967، وصولاً للراهن.. مع ذلك، نعم ثمة أمل نراه:

في الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري و قيادته في دحر الارهاب، و هو أحد أذرع الاستعمار ذاته الذي ابتلانا بكل تلك المصائب التي أشرنا إليها أعلاه..

كما نرى الأمل في حرب المستضعفين في مواجهة قوى الشرّ العالمي، تلك الحرب التي يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد الغرب المتوحش متجسّداً بأوكرانيا.

ليس قدرنا أن يكون تاريخنا كلّه هزائم، فلا بدّ لليل أن ينجلي، و إن كان للباطل جولة فللحق جولات.