كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

الرؤساء الأمريكيون يكذبون..

 يحيى زيدو - فينكس:

يحتفل الأميركيون في الإثنين الثالث من شباط، الذي يوافق هذا العام الحادي والعشرين منه، بعيد الرؤساء على وقع طبول الحرب، وفي ظروف دولية هي الأكثر توتراً منذ الحرب العالمية الثانية.

"عيد الرؤساء" في الأصل مخصص لتكريم ذكرى "جورج واشنطن" أول رئيس للولايات المتحدة، لكنه اتسع لاحقاً ليشمل تكريم كل من شغل منصب الرئيس فيها، بصرف النظر عن أهمية ودور أي منهم.

 لكن هذا اليوم الذي يسلط الضوء على الجانب المشرق لأداء الرؤساء، قد وضع هؤلاء تحت مجهر الإعلام، الذي ركز على الجانب الآخر من شخصية كل رئيس للولايات المتحدة، أي حيث أخفق هؤلاء أو كذبوا، أو مارسوا الخداع والتضليل.

لقد لجأ جميع الرؤساء الأميركيون إلى الكذب والتحايل بدءاً من "جورج واشنطن" و"ابراهام لينكولن"، وصولاً إلى "كلينتون" و"بوش الابن" و"أوباما" و" ترامب" و"بايدن". البعض منهم كان أقل قابلية لانكشاف كذبه بسبب مهارته في التلاعب والخداع.

صحيفة "واشنطن بوست" لديها قاعدة بيانات ضخمة تتعلق بكذب "دونالد ترامب" التي وصلت إلى /30573/ كذبة خلال أربع سنوات. ويصر خصوم الرئيس الحالي "جو بايدن" على أنه كاذب، لكن وسائل الإعلام تتجاهل ذلك وتتضامن معه بعد معاناتها مع سَلفه "ترامب".

وإذا استعرضنا جانباً من قائمة الرؤساء الأمريكيين المتهمين بالكذب فسنجد:

- "جورج واشنطن": كذب بشأن العبيد، وقام بنقلهم ذهاباً وإياباً إلى ولايتين بعيدتين كي لا يضطر إلى تحريرهم.

- "توماس جيفرسون": كذب بشأن عمليات السيطرة على الغرب الأميركي، وشراء ولاية "لويزيانا".

- "هنري ترومان": كذب حين وصف "هيروشيما" بأنها قاعدة عسكرية، في حين كانت في الحقيقة مركزاً مدنياً.

- "فرانكلين روزفلت": وعد ثلاثة أشخاص بمنصب نائب الرئيس، ثم أتى بشخص رابع إلى ذلك المنصب.

- "دوايت أيزنهاور": أنكر وجود طائرات تجسس فوق الإتحاد السوفييتي، لكن "خروتشوف" عرض الطيار الذي تم إسقاط طائرته، وافترضت الولايات المتحدة أنه توفي.

- "جون كينيدي": كذب بشأن خططه العسكرية لغزو "كوبا" بعد أزمة الصواريخ السوفييتية.

- "ليندون جونسون": كذب بشأن الهجوم المزعوم على "تونكين" ليجد ذريعة للحرب على فيتنام؟

- "ريتشارد نيكسون": كذب بشأن تجسسه على الديمقراطيين، وأصر على براءته من فضيحة "ووترغيت" قائلاً: «أنا لست محتالاً».

- "رونالد ريغان": كذب عندما زعم بأنه يرفض مقايضة الرهائن الأميركيين في "إيران".

- "بيل كلينتون": كذب بشأن علاقته مع المتدربة في البيت الأبيض "مونيكا لوينسكي" وتعرض لإجراءات حجب الثقة في "الكونغرس".

- "جورج بوش" الابن: كذب بشأن الأسلحة النووية في "العراق".

- "باراك أوباما": هو أكبر كذاب بحسب استطلاع مجلة "أميركان ثينكر"، وقد وصفته المجلة بأنه ينطبق عليه قول الفيلسوف الفرنسي "جان بول سارتر": «يخدع الآخرين، ولكنه في النهاية يخدع نفسه»، وقد حمل "أوباما" لقب "بونوكيو"، وهو في الأسطورة طفل دائم الكذب، وعندما يكذب يزداد أنفه طولاً.

 الفيلسوف الألماني "كانط" اعتبر أنه لا توجد ظروف يمكن تصورها يكون الكذب فيها مقبولاً أخلاقياً، لأن جميع الأشخاص يولدون بقيمة جوهرية اسمها الكرامة الإنسانية. و"الكذب يفسد أهم صفة للإنسان وهي قدرته على اتخاذ قرارات حرة وعقلانية".

ثمة من يبرر كذب الرؤساء، ويعتبره من ضرورات العمل السياسي الذي يستهدف خدمة المصالح السياسية للدول، كما فعل "تشرشل" في خداع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. لكن الأخطر في كذب الساسة هو ما يتم حفاظاً على الصورة الشخصية والمصالح الخاصة للسياسي بعيداً عن مصلحة الدولة.

ليس فقط الرؤساء الأميركيون هم من يكذبون. في أوروبا يكذبون.. وفي أميركا اللاتينية يكذبون أيضاَ. أما في شرقنا "السعيد" فقد منَّ الله على شعوبه بحكام من جنس الآلهة لا يكذبون ولا يظلمون، ولا يأتيهم الباطل. ولذلك تبقى شعوب الشرق سعيدة، تتمنى أن يطيل الله أعمار حكامها الأتقياء الأنقياء الورعين.. وهذه كذبة جديدة نرجو أن لا يحاسبنا الله عليها.