كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

"في الرملِ بئرٌ لم تُفجّٓر بعدُ فاحذَر يا سُعودُ"

صفوان زين- فينكس:

ربما لكثرة ما رددناه لم يبقَ راسخاً في ذاكرتي شطرٌ سواه من القصيدة التي تلقفناها ورحنا نتداولها خلسةً وبعيداً عن أعين رقباء وجواسيس السلطة.
للأسف لم أتمكن من العثور على النص الكامل لقصيدة مدرّسنا شوقي بغدادي النجم الصاعد في عالمي الشعر والقصة القصيرة وأحد مؤسسي رابطة الكتاب السوريين في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.
لم أعثر على القصيدة لا في المراجع الأدبية ولا في ذاكرة الأصدقاء.
كنّا في العام الدراسي ١٩٥٣/١٩٥٢في الصف العاشر الأدبي في ثانوية البنين (جول جمال لاحقاً) في أوج المظاهرات الطلابية ضد أديب الشيشكلي بطل الانقلاب العسكري الثالث وحاكم سورية القوي في ذلك الوقت.
كانت مناسبة القصيدة الزيارة التي قام بها الأمير سعود بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية برفقة الشيشكلي الى اللاذقية بتاريخ ٢١ تشرين الثاني ١٩٥٢تعبيراً عن التقارب الحاصل بين البلدين بعد قيام الشيشكلي بانقلابه بتاريخ ١٩كانون الاول ١٩٤٩مبتعداً بسورية عن المحور الهاشمي المتمثل وقتئذ بالنظامين الملكيين في العراق والأردن ومقترباً من المحور السعودي المصري.
أما لماذا زيارة اللاذقية بالذات من قِبَل ولي العهد السعودي الذي كان على وشك أن يصبح ملكاً فلم أستطع أن أجد لها تفسيراً، كما لم أستطع ان أجد تفسيراً لإقامة الضيف السعودي في فيلّا المرحوم الدكتور شاكر نعمة في شارع المتنبي (الاميركان) بدلاً من فندق السياحة والاصطياف (الكازينو) الذي جرت العادة تاريخياً ان يقيم فيه كبار ضيوف اللاذقية من الرسميين وغير الرسميين.
ربما كان الجواب على تساؤلي الثاني لدى الصديق كمال شاكر نعمة الذي أدعوه، شاكراً إيّاه سلفاً، ان ينعم علينا بكامل روايته عن هذه الإقامة وما رافقها من شائعات وخاصةً تلك المتعلقة بسرير النوم الذي أعدّ خصّيصاً للضيف السعودي كي يتناسب مع طوله الفارع، وهل هو السرير ذاته الذي نام فيه سابقاً او ربما لاحقاً المرحوم خالد العظم رئيس الوزارة السورية الذي أقام أيضاً في الفيلّا ذاتها والذي كان يضاهي في طول قامته ولي العهد السعودي؟
وأخيراً: ربما ذات السرير قد أُعير الى فندق جمال كي ينام فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما زار اللاذقية عقب قيام الوحدة في شباط من العام ١٩٥٨، وكان يفوق سابقَيه طولاً؟
إن صحَّ يا صديقي كمال ان هذه الشخصيات الشهيرة الثلاث الفارعة الطول قد أمضت لياليها في اللاذقية في سريركم، فهذا يعني ان سريركم قد دخل ودخلتم معه التاريخ من "اعلى" ابوابه.