اتحاد الصحفيين يطلق تقرير الحريات الإعلامية بغياب شركائه..!

هيام عباس صالح ــ فينكس

على الرغم من أهمية العمل الذي قام به اتحاد الصحفيين الذي أطلق، أمس 22 آذار 2023، تقرير الحريات الإعلامية لعام 2022 في مكتبة الأسد الوطنية والجهد المبذول في اعداد التقرير، و لا سيما لجهة رصد انتهاك الحريات والاستبيان الذي قام به حول واقع الحريات الإعلامية وحق التعبير والحصول على المعلومة إلا أن ثمة منغصات واجهت هذا العمل في مقدمتها ما أشار إليه أمين السر العام لاتحاد الصحفيين يونس خلف في مداخلته حول غياب الجهات المعنية وأصحاب الشأن بهذا الموضوع عندما تساءل بوضوح أين شركاء اتحاد الصحفيين في العمل الإعلامي؟ لافتاً إلى غياب وزارة الإعلام بكافة مؤسساتها الإعلامية عن هذا النشاط السنوي والهام. والإشكالية الثانية التي واجهت إطلاق التقرير هي غياب الحلول والمعالجات التي تكررت هذا العام أيضاً والمتعلقة بخضوع النشر والحصول على المعلومة للأمزجة الخاصة لبعض إدارات المؤسسات الإعلامية ورؤساء التحرير.موسى عبد النور و رائدة وقاف و آخرون في مكتبة الاسد تقرير الحريات الاعلامية 22آذار 2023
في البداية أوضح موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين أنه تم تقسيم التقرير إلى ثلاثة أقسام الأول يتناول الحريات الصحفية لعام 2022، والثاني استبيان حول حرية الصحافة في سورية، أما القسم الثالث فهو حول موضوع السلامة المهنية.
و أن تقرير الحريات لعام 2022، هو التقرير الثاني الذي يصدر عن اتحاد الصحفيين بعد تقرير 2021، والتقرير الحالي يعبر عن حال الحريات الإعلامية في سورية، وهو موجه ليس فقط إلى الخارج، بل موجه أيضاً إلى المؤسسات الإعلامية في سورية، لأنه يتحدث عن بعض الأمور التي تحصل مع الصحفيين، وإضافة إلى ذلك فهو موجه إلى الجهات الأخرى “وزارة العدل، الداخلية” لأنهما معنيتان بشكل أساسي بحال الحريات وآلية تطبيق القوانين بما يتعلق بهذا الأمر.
وعن أهمية إطلاق تقرير الحريات في هذه المرحلة يبين رئيس اتحاد الصحفيين أن هذا التقرير هو جزء مهم، لضرورة وجود بيئة للعمل، فعندما يكون حصار وإجراءات قسرية لا شك يؤثر ذلك على إجراءات السلامة المهنية، أو على العمل الإعلامي، أو تؤثر على العمل الصحفي بشكل أساسي، فهذه الإجراءات القسرية تؤثر على التقنية والتجهيزات التي يعمل بها الصحفي، وهذه الإجراءات أثرت على القضايا اللوجستية المتعلقة بالتنقل، والوقود، ومن المهم تسليط الضوء على هذه الإجراءات وتأثيرها على العمل الإعلامي وعلى بيئة الإعلام.
وحول تقرير الحريات الصحفية في سورية لعام 2022 بينت رائدة وقاف نائب رئيس اتحاد الصحفيين، رئيس لجنة الحريات أن التقرير وثّق أهم الانتهاكات والاعتداءات التي طالت حرية الصحافة والصحفيين، وواقع حرية الصحافة، ومؤشرات الإفلات من العقاب والتداعيات والانعكاسات الخطيرة للحصار الاقتصادي على العمل الصحفي والصحفيين في سورية.يونس خلف في تقرير الحريات الاعلامية مكتبة الاسد 22آذار 2023
وأضافت وقاف: لقد وثق اتحاد الصحفيين 66 حالة انتهاك قامت بها الجهات المنتهكة لحرية الصحافة في سورية، والتي تمثلت بميليشيا قسد الانفصالية المرتبطة: “بالاحتلال الأمريكي، الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، الاحتلال الأمريكي وما تسمى قوات التحالف، التنظيمات الإرهابية، فلول تنظيم داعش الإرهابي، مواقع التواصل الاجتماعي وحملات التشهير والتنمر” إضافة إلى جهات أخرى تتمثل بمؤسسات إعلامية وجهات رسمية وأفراد.
أما الانتهاكات فقد تراوحت بين اعتقال واختطاف وتغييب وتعذيب صحفيين ومصادرة أملاكهم ومعداتهم، كما وثق التقرير حالات مصادرة معدات صحفيين وأملاكهم وتدميرها، قامت بها التنظيمات الإرهابية وميليشيا قسد الانفصالية. كما وثّق التقرير الانتهاكات المستمرة بحق المراسلين السوريين في الجولان السوري المحتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هذا إلى جانب توثيقه لانتهاكات حرية الصحافة بحق صحفيات تعرضن لحملات التشهير والتنمر وتشويه السمعة كونهن صحفيات ونساء.
سعاد زاهر عضو المكتب التنفيذي استعرضت في الاستبيان الذي دار حول حرية الصحافة عند منهجية العمل التي اتبعتها في الاستبيان الذي استغرق حوالي ثلاثة أشهر وبأن المحرك الرئيس للاستبيان هو استثنائية هذا الظرف رغم أنه يبدو من الغريب التطرق إلى حرية الإعلام ونحن في خضم كل هذه المعاناة ومن النتائج التي خلص إليها الاستبيان أن أهم مقياس كي يكون الإعلام جريئاً وقريباً من الناس هو أن يتابع همومهم بشكل فعلي وأن يكافح قضايا الفساد.
السلامة المهنية..
وفيما يخص الصحة والسلامة المهنية بيّن الإعلامي خالد الشويكي عضو المكتب التنفيذي أنه تم التوجه في اتحاد الصحفيين إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع من ناحية البيئة التشريعية والقانونية لها، والتي ركزت في مجملها على السلامة المهنية وتضمنت مجموعة من الإجراءات والقواعد والنظم في إطار تشريعي، وجميعها تهدف إلى الحفاظ على سلامة الإنسان من خطر الإصابة، والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
وأشار الشويكي إلى ما قام به الاتحاد من دورات خاصة بالسلامة المهنية وحوار مع الصحفيين والاقتراحات الخاصة بالصحفيات، وكذلك حول العديد من الأمور التي تخص عمل الصحفيين والمطابع والصعوبات التي تواجه وزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية.
وجدد اتحاد الصحفيين في نهاية التقرير مطالبة الاتحاد الدولي للصحفيين للسعي وللمطالبة برفع الحصار عن سورية، وهذه الإجراءات وفقاً للقرار المتخذ في كونغرس الاتحاد الدولي الثلاثين الذي عقد في تونس 2019.
وفي نهاية حفل الإطلاق دار نقاش حول بعض القضايا الهامة التي تنهض بالشأن الإعلامي، وركزت المداخلات على حماية الإعلامي، بالإضافة إلى تحقيق الصحة والسلامة المهنية، هذا إلى جانب ترجمة نتائج الاستبيان على أرض الواقع.