
السوريون و "أندومي".. مع ضد!
فينكس- خاص
لست في موقع يخوّلني الحديث عن "أندومي" من وجهة نظر صحية، بيد أن بعض التعليقات التي قرأتها عبر صفحات السوشيل ميديا، عقب الإعلان عن الحدث "الجلل" بتوقف معمل أندومي في سوريا 13 أيلول 2022 قبل أن يسعفه الوزير د. عمرو سالم بجرعات من الأمل، تقول بأن هذا المنتج مضر للصحة، و هو -على عهدة "فرسان" السوشيل ميديا- يحوي مواد مسرطنة و قابلة للاشتعال و تسبب الادمان.. الخ، و الله أعلم!
لا بل إن أحد المواطنين الأردنيين ترك تعليقاً أفاد فيه كيفية إدمان أطفال الاردن على أندومي برغم ضرره، و ذلك في رده على منشور الاعلامي أحمد رفعت يوسف حول الاعلان عن اغلاق معمل أندومي و الذي رأى الأخير بموجبه أن سوريا ليست بخير.
نؤكّد مجدداً، أننا لسنا في موقع البت في ضرر هذا المنتج من عدمه، إذ أمر كهذا هو من اختصاص السلطات المختصة التي نفترض أنها لا تسمح بإيجاد منتجات ضارة بالصحة إلى الدرجة التي يذهب إليها بعض "فرسان" الفيسبوك، و إن كنّا نتمنى أن تقدّم الجهات المعنية تطمنيات و نفي لذلك الطيف الواسع من المواطنين الذي يؤمن أن "أندومي" تحوي مواد مسرطنة.
من جانب آخر، تساءل البعض -ربما محقاً-: لماذا الانزعاج على توقف معمل أندومي و هو -وفق زعمهم مضر بالصحة- فيما لم يتم تحريك ساكن على توقف معمل السكر، و معمل الأحذية، و غيرها من معامل لم يهرع السيد وزير التجارة الداخلية و حماية المستهلك لمد يدّ الانقاذ لها بغية اسعافها، لاسيّما أنّها ملكية عامة أي للشعب و الدولة و ليست ملكية خاصة!
من جانبه، رأى الدكتور اليان مسعد، و هو كبير وفد معارضي الداخل، إن الاعلان عن توقّف المعمل ثم اتصال الوزير سالم بصاحب المعمل.. الخ، مجرد: "تمثيلية" و ذلك في تعليقه على منشور الزميل أحمد يوسف، و ما يعطي الكلمة اليتيمة للدكتور مسعد "تمثيلية" قوة و وجهة نظر، هو عدم اهتمام السيد الوزير المعني، وفق علمنا، بالمعامل سابقة الذكر التي سبق أن توقفت، و هي معامل و مصانع للشعب و ليست لأشخاص محددين أو أبناء "ذوات".
فيما، ذهب مواطنون للقول إن أحد أهم أسباب الاعلان عن توقيف المعمل هو الضغط الذي تمارسه الدولة على الصناعيين من ضرائب باهظة لها بداية و قد لا يكون لها نهاية، و هو برأيهم سبب يسهم في إفقار الصناعة الوطنية السورية.
خلاصة القول: سواء كنّا من هواة "أندومي" أم من مبغضيها، و سواء كان ما جرى عبارة عن "تمثيلية" بغية رفع سعرها (و ربما أمور أخرى نجهلها) أم هو حقيقة تعبّر عن واقع صعب للمعمل.. الخ، نحن نجد أن دعم أي معمل خاص و صناعة وطنية خاصة هي موقف وطني وخدمة للوطن، و إن كنّا نفضّل دعم القطّاع العام قبل الخاص.. أما الحديث عن ضرر هذا المنتج أو ذاك، فهو من صلب عمل أهل الاختصاص.