كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

طوباوية…!؟

وائل علي

ليس خيالاً ولا طرحاً خارج المألوف، بل حلاً وضرورة بعد فشل منظومة النقل الداخلي الشائك بشركاته ومؤسساته العامة والخاصة في كل المحافظات، وفي المدن الكبيرة على وجه التحديد، كدمشق وحلب واللاذقية وحمص وحماة وطرطوس!؟

الميترو..!!! نعم أين الميترو…!؟

ولماذا تأخرنا ونتأخر في تنفيذ مشروع الميترو النائم نوم أهل الكهف، ليس لمدينة دمشق وما حولها فقط بل في كل المدن التي تشهد اكتظاظا سكانيا وحركة نقلية نشطة وكبيرة…!؟

لقد صارت حاجتنا للميترو ضرورة لا مهرب منها لاستيعاب وإطفاء أزمة النقل داخل المدن، والتي تتفاقم مع الأيام وليس العكس…!!

وها هي الكثير من الدول العربية والصديقة التي “كنا” نتقاسم معها ذات المشكلة، كالقاهرة والاسكندرية وطهران وغيرها،  وجدت خلاصها في الميترو، والغريب أن شوارع “الشام” وحلب عرفت الترامواي الكهربائي مطلع القرن العشرين الذي كان من الممكن لو بقي أن يكون نواة لشبكة الميترو ولكن…!؟

اللافت في الأمر أن دمشق كانت في لحظة معينة قاب قوسين أو أدنى من التوقيع على عقد تنفيذ مشروع ميترو دمشق مع إحدى الشركات الفرنسية مطلع الألفية الثالثة، وقبلها اليابانية بالتعاون مع شركة جايكا – إن لم تخني الذاكرة – ثم كرت لاحقاً العروض الصينية والإيرانية والروسية والهندية، لكنها باءت جميعها بالفشل.

لكن السؤال اليوم الذي يطرح نفسه بقوة: ما الذي يعيقنا من العودة لـ “نبش” ملف مشروع الميترو ونفض الغبار عن جلدتيه، سيما أن عروضا مهمة قدمت على المفتاح أو  وفق نظام الـ (بي. أو. تي) دون أن نتكبد قرشاً واحدا مقابل عدد محدود من سنوات الاستثمار ليعود بعدها لإدارة المؤسسات الوطنية ذات الصلة والعلاقة، خاصة أننا نعيش أزمة نقل خانقة ضاغطة لا تخفى على أحد، أم أننا لسنا بحاجة أوبالأصح لانية حقيقية لمعالجتها…!؟

وإذا كان هناك من معيقات وعقبات وموانع لماذا لا نعلنها!؟

إننا اليوم بأمس الحاجة للتعامل مع مشكلاتنا – كل مشكلاتنا – وأزماتنا المتفاقمة بكثير من البراغماتية والواقعية والمرونة والشفافية لأنها تقربنا وتعجل من فرص الحل وعلى رأسها أم المشكلات (الكهرباء).. ترى هل نستطيع؟ هل نحاول؟  أم أننا سنتهم بالطوباوية وعدم الواقعية والانفصال عن الواقع!؟
البعث