كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

عن التربية.. وعن التعليم..

سمير جبارة- فينكس:

لستُ ضدّ الداعيات (القبيسيات)..
فللمرء كامل الحريّة في أن يؤمن بما يشاء وكما يشاء.. وأن يرتدي من الملابس ما يشاء.. وأن يعيش حياته كما يشاء.. شريطة ألّا يتدخّل في ايمان (أو عدم ايمان) غيره.. و في ملابس غيره.. و في طريقة حياة غيره..
أنا لست ضدّ أولئك النسوة..
لكنّني أخاف..
فمن اكتوى فمه بالحليب الحار ينفخ على اللبن و لو كان قد أخرجه لتوّه من الثلّاجة..
أنا أخاف على الأطفال الذين تقوم تلك المدرّسات الداعيات بالاشراف عليهم في البيوت كأمهات و في المدارس الكثيرة التي أنشأنها كمربيات..
أخاف على طفل يؤسسنه منذ الصغر على الخوف من الله.. لا على محبّة الله..
أخاف على أطفال يقمن بتربيتهم على كونهم متفوقين على العالمين لمجرّد كونهم مسلمين..
أخاف من أطفال يتعلّمون أنّ العالم مقسوم بين فسطاطين: مؤمن و كافر..
أخاف على أطفال يتربون على أن يكونوا رحماء بينهم (بين المؤمنين) و أشدّاء على الكافرين الذين يعبدون الله بطريقة مختلفة عن طريقتهم.. أو الذين لا يعبدونه أبداً..
أخاف الآن على هؤلاء الأطفال..
لكنني خوفي الأكبر هو من هؤلاء الأطفال حين سيكبرون..
أخاف منهم حين سيصبحون يافعين و رجالاً..
أنا خائف على الأجيال القادمة.. و خائفٌ من الأجيال القادمة..
أنا خائف على وطني..
فما مرّ على وطني من أهوال وعذابات خلال دزّينة السنوات الماضية ليس قليلاً..
ليس قليلاً..