كــــــلــــمة و رؤيــــــــا

إضاءة على "كتاب التفسير الواضح للقرآن الكريم"

*أحمد غانم- فينكس

إضاءة على التفسير الواضح للقرآن الكريم لسماحة الأستاذ محمد علي يونس دام ظله 

-قرأت "التفسير الواضح" لاستاذنا فوجدته يمتح من تفاسير الأقدمين على مختلف مشاربهم وخاصة تفسير "مجمع البيان" للطبرسي.
وهو ينأى في تفسيره هذا عن التعصب المذهبي والطائفي، مطمئناً للغته الغنية، وتخريجاته البلاغية والنحوية، مدافعاً عن الرسول الأعظم وعن آل بيته عليهم السلام، ومؤشراً على الظلامية التي وصم بها المتحاملون الأئمة و إمامهم كما جاء في سورة القصص الآية ٥٦ والمائدة ٥٥ و٦٧، والأنعام ٢٦، والأحزاب ٣٣، والهدف ٥٤، والإنسان الآيات ٤و٧ و٨ والتي نزلت في علي (ع) وآل بيته...
- ويحق لأستاذنا الكبير بما يسمح له الدين والخلق، وبما يملك من سعة إطلاع واسعة وثقافة أدبية (بلاغية ولغوية ونحوية) والتزام صارم بآدابه العلمية... وبما يحمل من تفوق ونبوغ في مراحل دراسته وتعليمه وتوجيهه الاختصاصي أن يخوض مثل هذا المضمار الصعب.
وأحب أن أشير هنا إلى قول الرسول (ص): "الإنسان عدو ما جهل" و إلى قول الإمام علي (ع): "إذا أرذل الله عبداً حظر عليه العلم ".
- ومهما يكن من أمر لا يسلم أي مؤلف -دارساً كان أم مفسراً- مهما بلغ من إبداع وإتقان من النقد اللاذع أو قل إن شئت غير السليم ومهما بلغ شأوه .
- و أشير هنا إلى ملاحظة أن هذا التفسير الواضح والجامع يخص طبقة مطلعة على التفاسير المتنوعة أو بالأحرى طبقة المتخصصين في الشريعة واللغة أو قل يلامس المهتمين بهذا الشأن.
- وهو لم يخرج عن التفسير بالماثور وبالرأي- كما جاء - ولا عن دائرة توضيح اللغة  و الرسم " أي ظاهر اللفظ، ولم يتعرض للتأويل بمعناه النصي بل ألزم نفسه بعدم التقحم في هذا المجال، وكان مثلا يحتذى لقوله تعالى: "وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون امنا.
والواو في الراسخون للاسئناف.
- ولا يخلو هذا التفسير من تأثير العملية التعليمية والتربوية التي مارسها أستاذنا أكثر من نصف قرن.
بوركت جهودك... وهذا التفسير ثروة تضاف إلى المكتبة العربية.
-وسؤال أخير كيف يحق للدارسين وغيرهم أن يقرؤوا تفسير الجلالين للسيوطي والمحلي بما فيه من ضعف وتحامل... ولا يحق لأستاذنا أن يخوض هذا المضمار المتميز؟ مسألة فيها نظر...
*مدرس اللغة العربية في ثانويات طرطوس