الحسكة - يونس خلف - خاص فينكس:

أكد مفتي الحسكة الدكتور عبد الحميد الكندح، أنه لطالما كان للمؤسسات الوقفية دورها الكبير في تاريخ المجتمعات الإسلامية وبخاصة في إقامة المؤسسات التعليمية والصحية وفي التنمية الاقتصادية، وكان لها دورها في حفظ الهوية الثقافية الإسلامية، واليوم نريد أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية فى ظل الظروف الاستثنائية التى جعلت الناس يمكثون فى بيوتهم، وهي فرصة طيبة لاستعادة روح المحبة والسكينة والتعاون وترميم العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، لأن البيوت تبنى على الحب والمودة والرحمة ونحن جميعا فى سفينة واحدة والبعض يعانى من ضغوط وهو ما يتطلب منا مساعدة بعضنا البعض.
وأكد الدكتور الكندح في حوار خاص مع (فينكس) إن الله عزوجل رب العالمين حصن الخلق من الأمراض فما أنزل داء إلا وأوجد له الدواء برحمته وحثهم على التداوي واتخاذ الاسباب. ومن هذه الاسباب التباعد الشخصي والحجر الصحي وعدم الاقتراب ممن لديه عوارض بأي مرض، وربنا عزوجل جعل الانسان خليفته وأراد أن يكون الخليفه مطيعا لأوامره فقال (ولاتلقوا بأيدكم الى التهلكه..)، وأرسل الانبياء مرشدين ومعلمين ومحذرين ومنذرين من كل مايحيط بالخليفه سوءاً والحجر الصحي أمر به الانبياء عليهم الصلاة والسلام.. فقال صلى الله عليه وسلم (لايرد مريض على صحيح) أي لايجوز من يجد في جسده مرضا معديا أن يزور الاصحاء خوفا من العدوى، وعندما جاء رجل مجذوم، والجذام مرض معد، لم يسمح له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل المدينه وأرسل إليه البيعة، وعندما جاءه وفد من عكل (فخذ من قبيله عربية) وقد أصابهم الجوى عزلهم وأمر لهم بناقة يشربون من حليبها حتى تعافوا، وماحل بالعالم من جائحة شديده معديه وكالنار في الهشيم حتى أصبح الكورونا مرض عالمي هبت الدولة لانقاذ مواطنيها وهو واجب ديني وانساني وحكومي.
واليوم علينا أن نعرف كيف نتعامل في المناسبات والأعياد فقد اعتدنا في الأعياد والمناسبات على الزيارات المتبادلة والمصافحه والاقتراب، وهذا فيه خطورة شديدة لذلك يجب على المجتمع أن يحمي نفسه ويكتفي بالمعايدة فقط بالهاتف والتواصل الاجتماعي حتى نخرج من هذا الوباء سالمين، أدام الله على الجميع الصحه والعافيه ولزاما على المجتمع أن يطيع الدولة بما تطلبه منا حفاظا علينا جميعاً.
ودعا مفتي الحسكة إلى الالتزام بالتعليمات الوقائية الصادرة عن الجهات المعنية في الحكومة، وذلك منعا لانتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن الانضباط المجتمعي بهذه التعليمات يعتبر من أهم الأمور الاحترازية الواجبة علينا جميعا، داعياً إلى ضرورة تجنب أماكن الازدحام ما أمكن والاعتناء بالتعقيم مشيرا إلى إنه في ضوء المعلومات الطبية التي تؤكد أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، فإن الالتزام بالتعليمات يأتي تماشيا مع مقاصد شريعة الإسلام (حفظ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار)، ولذلك يجب شرعا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية، للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، فضلا عن اعتماد المعلومات من المصادر الرسمية المختصة.