"فينيكس" زارت الفنان التشكيلي"خلدون الأحمد" في مرسمه، الأحد 5/12/2021، واستمعت منه لشرح واسع عن بداياته ورحلته الطويلة في عالم الفن التشكيلي حيث قال:« موهبتي بالرسم بدأت معي مبكراً وفي المرحلة الإبتدائية وتعلقي بحصص دروس الرسم التي كنت أنتظرها بلهفة لرسم مناظر طبيعية وطبيعة صامتة واقوم بعدها بتظليل وتلوين تلك الأعمال على دفتري المدرسي، وتابعت مسيرتي بالالتحاق ولمدة عامين في مركز "فتحي محمد "للفنون التشكيلية في حي "باب الفرج" تحت أيدي مدرسين قديرين، وفي عام ١٩٩٠ شاركت بمعرض جماعي إقيم بالمكتبة المركزية بـ "جامعة حلب" وكانت فرحتي وشعوري لايوصف بعرض أعمالي التي كانت عبارة عن لوحات طبيعة صامتة وزهور وزاد من سعادتي سماعي آراء النقاد والجمهور، وتابعت هوايتي وعشقي لهذا المجال من خلال حضوري وتفاعلي بكافة المعارض التي كانت تقام داخل المدينة مع قراءة الكتب المتعلقة بالفن التشكيلي والاطلاع على أعمال كبار الفنانين بالعالم.

وفي عام ٢٠٠٣ اقمت معرض فردي في صالة "تشرين" تضمن ستون عملاً عن الطبيعة الصامتة وتكويناتها وأعمال عن الأحياء القديمة واسواقها القديمة ولاقى المعرض إقبالاً وثناءاً من كبار الفنانين وكنت أقوم بتدوين كافة الملاحظة التي أسمعها للأستفادة وتلافيها في أعمالي اللاحقة».

وبعد هذا المعرض فكر الفنان"خلدون" بانتهاج أسلوب فني تشكيلي جديد مختلف عن السابق واتجه نحو دراسة الخط العربي وإمكانية توظيفه ضمن ايقاعات تشكيلية مستفيداً من جماله وشكله المكتوب مع تطويعه وتشكيله بلوحات وقوالب جديدة والبداية في هذا التحول كان بدراسات ومحاولات لأبراز لوحات تشكيلية حروفية.

وباكورة هذا التحول كانت بمعرض أقيم لي في عام ٢٠٠٦ في "دار كلمات" تم خلالها رسم ٣٠ لوحة حول جماليات الحروف وأبجديتها ضمن إيقاع لوني ينسجم مع تكوينات الحروف.

وكما يقول الفنان التشكيلي "خلدون" للحرف العربي جماليات رائعة تساعد الفنان على تقديم ورسم لوحات غاية في الأبداع والجمال وعلينا أظهار مفردات حروفنا للعالم وبإن لغتنا هي الأجمل بين لغات العالم.

وأقوى المعارض كانت لديه في عام ٢٠٠٧ بمشاركة الفنان العالمي الدكتور الراحل "علي سرميني" بمعرض مشرك معه أقيم بمدينة "دمشق" وتتالت معارضه ومشاركاته الجماعية والفردية منذ عام ٢٠٠٩ حتى عام ٢٠١١ وبدون إنقطاع.

وأقام في عام ٢٠١٦ ثلاثة معارض فردية في صالات "الفنون الجميلة" و"العمارة" و"الأسد" كانت بعنوان إيقاعات حروفية، تلاها بإقامة معارض متلاحقة خلال أعوام ٢٠١٧ و٢٠١٨ و٢٠١٩ و٢٠٢٠ قدم فيها وبكل معرض أعمال جديدة عن السابق للخط العربي وبرؤية وصيغة جديدة لتكوين وجمال الحروف العربية ضمن حركة اللون والنسيج المتداخل بين حركة الحرف وجمالياته مع تطويع اللون ليكون متداخل بالحركة و السكون ولتكون أخر معارضه في عام ٢٠٢١ بصالة "الخانجي" بتقديم ٤٠ عملاً بقياسات مختلفة على القماش حيث أستخدم اللون لأبراز الحرف على أنه اللغة الأجمل لتشكيل حركته حول اللون لما فيه من جماليات للغة الضاد.

وعن هذه الدعوة يقول الفنان "خلدون" تلقيت خلال هذا العام وبشهر تشرين الثاني دعوة للمشاركة بمعرض دولي في "القاهرة" لمؤسسة أرض الفن الدولية بمشاركة ٥٠ فناناً من مختلف دول العالم وقمت بإرسال عمل لي تم عرضه في الصالة المخصصة للملتقى الدولي بالقاهرة.

وشاركت قبل شهر بمعرض مهرجان محبة قلم الذي أقيم بمدينة "دمشق" بتقديم عملين تشكيلين للحرف العربي.

وختم الفنان "خلدون" حديثه لـ"فينكس" بالقول أعتز بتكريمي بشهادة تقدير من المؤسسة الدولية للفن التشكيلي التي مقرها "الدانمارك" وعن واقع الحركة التشكيلية بالقطر يقول: « الحالة الثقافية في "حلب" في إزدهار كبير فالمعارض التشكيلية حاضرة دائماً وبمعدل كل شهر يكون هناك معرض للفنانيين في المدينة وهذا يعكس جمال وعشق للفن التشكيلي السوري الذي وصل للعالمية فلكل فنان أسلوب خاص ينطلق من مدرسته التشكيلية التي يعشقها ووفق صياغة مفرداته باسلوب يعكس حالة جميلة للمتلقي والفن التشكيلي حالة تجدد وعطاء لاحدود لها ».

الفنان التشكيلي "إبراهيم داوود" مسؤول المعارض "بصالة الأسد للفنون قال: « قبل الدخول في تفاصيل أعمال الفنان خلدون الأحمد التي تعتبر من الفنون الجميلة نود أن نشير إلى أنّ هذا الفن الحروفي واستخدام مساحات تجريدية زخرفية تحوّل إلى مدرسة فنية قائمة بذاتها ويبين التشكيل في الخط عند الفنان التشكيلي "خلدون" ومهارت وقدرته على تناغم الخط العربي والرسم التجريدي على إبتكار تكوين خطي جديد لم يكن موجودًا من قبل، وكذلك قدرته على ملء الفراغات والمزاوجة بين الكلمات والاستفادة من المساحات في اللوحة الفنية التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بحياة الفنان "خلدون" من خلال مثابرته بالعمل الفني الذي أعتبره وظيفة وجودية وروحية لأهداف جمالية إنسانية تظهر من خلال إنسيابات الخطوط وحركاتها وتنوّعها في الرسوم التي يبدعها هذا الفنان الفذ».