طرطوس - فادية مجد - فينكس:
2021.10.26
في ظل الضغوط المعيشية والنفسية التي نعيشها في وقتنا الحالي.. نبتعد قليلا.. ونحاول أخذ طاقة ايجابية من كبارنا زينة حياتنا وبركة كل بيت.. كيف عاشوا وكافحوا وصبروا في زمن مضى، فنتعلم منهم الكثير ونأخذ الحكم والعبر والقوة والحكمة ونستعيد معهم حديث الذكريات والزمن الجميل الذي مضى والذي رغم قسوته يبقى زمنا جميلا بسيطا مفعما بالمحبة الحقيقية والبساطة التي فقدناها في وقتنا الحالي.
ومع قدوم فصل الشتاء أحبت جريدة فينكس أن تستعيد ذكريات الزمن الجميل واستعدادات اهالي الساحل لموسم الشتاء في زمن مضى مع الباحث في التراث الشعبي الأستاذ نزيه عبد الحميد، والذي بدأ كلامه بالقول: قبل الخوض في تلك الذكريات لابد أن نتذكر أن الطقس الذي كان سائدا في الساحل أيام زمان، وتحديدا في النصف الاول من القرن الماضي كان يتسم بانخفاض درجات الحرارة أكثر بكثير من أيامنا هذه، والامطار كانت أكثر غزارة وكمية، كما أن هطول الثلج كان يستغرق أياما مستمراً بالنزول حتى يعلو ويغلق أبواب البيوت في بعض الأحيان أو يكاد.
وأضاف عبد الحميد قائلا: ولشدة انخفاض درجات الحرارة الندى بتجمد وكذلك المطر المتساقط على أغصان وأوراق الأشجار ليشكل بحالته المتجمدة ثريات معلقة بالاغصان يطلقون عليها (قرون الزّميته) وكلمة (زميته) تطلق على البرد الشديد. وفي ظل تلك الاجواء الباردة التي تدعو الاهالي للركون في البيت طلبا للدفء، كان الشغل الشاغل لهم في فصل الخريف وحتى قبله التجهيز لفصل الشتاء وتأمين مايشعلون به مواقدهم وتوفير مؤونتهم من طعام.
وعن مؤونة طعام الشتاء يقول الباحث في التراث الشعبي: المقولة المشهورة لدى الجميع (بس يتأمن البرغل والزيت، تأمنت مونة البيت) الى جانب الألبان ومشتقاتها والتي كانوا يسمونها (درّ) وفي هذا كانوا يقولون (مافيه شي بيضر غير مرض المرة؛ المرأة، وقلة الدرّ).
أما مؤونة التدفئة، فكانوا يحرصون على إحضار أغصان السنديانة الغضة، فتأكل الماعز من أوراقها الخضراء، وتبقى العيدان تجفف وتجهز للتدفئة، مشيراً الى أن الامر الأفضل عندهم هو الحصول على الأغصان والجذور الغليظة من سنديان وبلوط فهو الأطول بقاءً والأكثر دفئاً في الموقد، ويأتي بعدها أنواع الأشجار الأخرى من زيتون وغيره، لافتا الى أنه اذا ضاق البيت ولم يكن هناك متسع لوضعه، جمع أهل كل بيت حطبهم ونقلوه الى مكان عام في القرية يسمى (أرض المكادس) وكل بيت يختص بمكان مستقل.
وذكر عبد الحميد بأن هناك الحطب المخصص لوقود التنور وتكون اعواده رفيعة وسريعة الاشتعال وأفضلها نبات (البلّان) حيث يجمعون تلك الاعواد الى قرب التنور وهذه تسمى (حماية)، ومن روث الدواب وخاصة البقر يصنعون (الجلًة) حيث يضاف إليها بقايا التبن الغليظ الذي لا تأكله الدّواب ويسمونه (قصرينة) ومع الماء يداس بالأرجل ويخلط حتى يتماسك ويلصق على الجدران حتى يجف تحت الشمس ليسهل إشعاله، وإن كان البعض يفضل نقل الروث للأرض كسماد لها.
أما من استطاع أن يحصل على العرجوم الناتج عن عصر حب الزيتون ويسمونه (التّمز)، فهو صاحب حظ سعيد لأنه سريع الاشتعال لما يحويه من بقايا الزيت وبالتالي دفئاً أكثر دون دخان مزعج، وإذا كان التمز ناعماً فإنه يلقى في الموقد وتشعل أحطاب صغيرة فوقه فيشعل، وفي حال كان رقائق فإنه يبنى به في (الكانون) مايشبه جدران بيت مع ترك فتحات للتهوية، ويشعل الحطب داخله حتى يشعل (التّمز) فإذا احمّر أصبح جمراً يشع دفئاً جميلاً.
ولفت عبد الحميد الى قيام نساء القرى بتجديد أسطح البيوت، فيتشاركن مع بعضهن في عملية تطيين الأسطح بالتراب المخلوط بالتبن وروث الحيوانات بعد خلطه بالماء ودوسه بالاقدام حتى يتماسك، ويمكن رقًه ومدّه على أسطح البيوت بعمل يسمونه (الطين) لمنع الدلف ونزول المطر من خلال السقف فوق رؤوس الساكنين.
وختم الباحث في التراث الشعبي حديث الذكريات بالقول: رغم صعوبة الحياة وشظف العيش أيام زمان، مازلنا نحن ونشتاق لتلك الأيام حيث البساطة والمحبة والطيبة والتعاون بين الجميع.
"معرض اكسبو سورية التصديري" على أرض مدينة المعارض في دمشق
2024.04.23
بمشاركة المئات من الشركات السورية.. مؤتمر صحفي لإطلاق معرض " اكسبو سورية بدورته الاولى"
2024.04.23
قطنا يركز في حماة على دعم الفستق الحلبي ويناقش في حمص تنفيذ الخطة الزراعية
2024.04.21
انطلاق مؤتمر ومعرض الدفع الإلكتروني الثاني في سورية نهاية الأسبوع الحالي
2024.04.21