وادي حلبون يضم 12 ألف شجرة جوز معمرة على مساحة 1200 دونم
تختلف أشجار الجوز المنتشرة في بلدة حلبون بمنطقة التل بريف دمشق عن غيرها من الأشجار كونها تتركز جميعها ضمن واد يسمى باسمها ويمتد على مساحة 1200 دونم، وأغلب أشجاره معمرة يصل عمرها إلى 600عام، ويقدر إنتاجه بنحو 225 طناً في الموسم، ويتميز بالجودة والمذاق المميز الذي جعله مرغوباً على مستوى سورية.
وادي حلبون يمتد من منطقة عين الصاحب حتى منطقة عين الفاخوخ بمسافة ما يقارب ثمانية كيلومترات، وتتغذى فيه أشجار الجوز على مياه الينابيع والآبار المنتشرة في البلدة التي أصبحت لها قيمة تراثية لدى الأهالي كونهم ارتبطوا بها منذ مئات السنين، وبات الوادي مقصداً سياحياً للزوار وفق رئيسة الوحدة الإرشادية في حلبون ثلج الجمعة.
وبينت الجمعة في تصريح لمراسلة سانا أن شجرة الجوز تحتاج إلى العناية والمتابعة والسقي والفلاحة والرش وغير ذلك للحفاظ عليها رغم أن مردودها الاقتصادي لا يغطي التكاليف، مبينة أن الوحدة الإرشادية تقدم مختلف الإرشادات التوعوية حول سبل مكافحة الحشرات التي تصيب الشجرة علماً أن المكافحة صعبة نظراً لارتفاع الشجر في الوادي، حيث يترواح ما بين 25 إلى 30 متراً.
وتعود ملكية وادي حلبون لنحو 800 شخص ضمن حيازات قليلة لكن القيمة المعنوية له كبيرة، لهذا يحرص الأهالي على قضاء أغلب أوقاتهم ضمن الوادي خلال فترة الصيف حسبما أوضح رئيس الجمعية الفلاحية في حلبون محمود الخطيب.
ولفت الخطيب إلى أن الوادي يضم أشجاراً تبدأ أعمارها من العام وحتى 400 عام، وفيه أشجار يصل عمرها إلى 600 عام، وتسعى الجمعية لإعادة تشجير الأماكن الفارغة في الوادي، نتيجة يباس بعض الأشجار للمحافظة على خضرة الوادي الذي يبدو مثل الأيكة (مجموعة من الأشجار الكثيفة).
وفي تصريح مماثل أوضح المزارع محمد عبدو كناكري عضو مجلس رابطة الفلاحين في التل أن جوز حلبون يختلف عن باقي الجوز المنتج ليس على مستوى سورية فقط وإنما على مستوى العالم من حيث الطعم واللون والحجم، مشيراً إلى أن أغلب إنتاج البلدة يذهب إلى أسواق دمشق والاستخدام المحلي.
وأشار كناكري إلى أن وادي حلبون يمر بجانبه نهر بيسان الذي ترفده مجموعة من الينابيع مثل عين الحجل والخروعة والفاخوخ ويتغذى أيضاً على مياه الثلوج في فصل الربيع لكنه بحاجة في قسم منه لإقامة قناة بيتونية تمنع تسرب المياه الملوثة للوادي أو إقامة محطة تحلية للحفاظ عليه كونه يعد محمية بيئية يقصدها الكثير من السياح من دمشق وخارجها.
ليث عبد العظيم عمله متخصص بفرط الجوز ولديه القدرة على تسلق الأشجار العالية أوضح أن قطاف الجوز يحتاج إلى خبرة وخفة ورشاقة كون أشجار الجوز مرتفعة جداً، وتحتاج إلى عصا طويلة ومرنة للوصول إلى الثمرة مباشرة دون إيذاء الأغصان، مبيناً أن وداي حلبون مقسم إلى سبعة أقسام رئيسية هي عين الصاحب والجبيلي والحقل الحمراء وعين بلارة وصوت الوادي ورأس الوادي والفاخوخ، ويوجد نوعان للجوز، صيفي وموسمي، منه السقي والبعل.
المزارع محمد عبد الغني كناكري ذكر أن موسم القطاف يبدأ من أول آب ويستمر حتى الـ 20 من أيلول من كل عام، حيث يكون الوادي في هذا الوقت مثل خلية النحل، مبيناً أن الجوز هو المحصول الأهم بالنسبة لحلبون رغم انتشار أصناف زراعية أخرى ورغم أن أشجار الجوز تنتج سنة وتتوقف أخرى.
رئيس دائرة زراعة التل المهندس علي أسعد بين لمراسلة سانا أن حلبون سميت بزهرة سورية لغناها بالكثير من الأصناف الزراعية نتيجة تنوع تضاريسها وأهمها الجوز الذي يمتد على مساحة 1200 دونم، ويضم الوادي 12 ألف شجرة جوز بإنتاج مقدر بـ 225 طناً في الموسم، يليه التفاح بـ 735هكتار ثم الكرز والإجاص والزيتون والتين، إضافة إلى أنه يضم 871 خلية نحل تنتج افضل أنواع العسل الجردي.
وأشار أسعد إلى أن مديرية الزراعة تقيم الكثير من الندوات الإرشادية لتعريف المزارعين بكيفية مكافحة الأمراض الحشرية والفطرية التي تصيب الأشجار، إضافة إلى تأمين مستلزمات الإنتاج من مازوت زراعي مدعوم وأسمدة وغراس شبه مجانية، مشيراً إلى أنه سيتم توزيع خمسة آلاف غرسة أشجار مثمرة متنوعة بينها ألف غرسة جوز وفق احتياجات الفلاحين.