في مجريات تسويق قمح حماة.. الأرجح ألّا يتطابق حساب الحقل و البيدر
حماة – محمد فرحة
نأمل ألّا تخيب توقعاتنا حول كميات الإنتاج المقدرة من القمح هذا العام، بل نتمنى أن تفوق كميات العام المنصرم بشكل كبير ولافت.
لكن الملاحظ أن الخط البياني لمجريات عملية التسويق في حماة الآن بدأ بالتراجع، فالمركز الذي وردته في الأسبوعين الأولين من التسويق ١٤١ آلية وجرار قد تراجع إلى الخمسين، وأحياناً أقل، والمركز الذي كان يستلم من ١٣٠ طناً قد تراجع إلى المئة طن، ونتحدث هنا عن مركز مدينة حماة.
طبعاً هذا ليس مبشراً أبداً بل هو مقلق ومزعج، ولم يكن يتمناه أحد، وخاصة أنه قد تم تأمين قسط يسير هذا الموسم من مستلزمات المحصول، زد على ذلك الهطولات المطرية المناسبة التي رافقت المحصول منذ بداية فصل الشتاء، وهي ما دفعت بالمعنيين لأن يروا بإنتاج قمح هذا العام أنه سيكون مميزاً ويفوق العام الماضي، الأمر الذي أنعش أملنا باقتصاد زراعي سيوفر على خزينة الدولة الكثير لجهة ما قد يتم استيراده من القمح.
لكن تجري الريح بما لا يشتهي الربّان، ونأمل أن يبقى التفاؤل قائماً حتى آخر أيام التسويق.
في بقية التفاصيل والمجريات، فقد ذكر عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة حماة الدكتور أحمد العموري في معرض إجابته عن سؤال “تشرين” ما إن كانت توقعات هذا العام ستصل إلى مستوى ومقدار الموسم المنصرم فأوضح بالنفي.
وتطرق الدكتور العموري إلى أن ما تم تسويقه حتى يوم أول أمس الأحد كان ٧٥ ألف طن في مجال محافظة حماة، وقد يكون مع نهاية يوم أمس الإثنين بحدود ٨٠ ألف طن.
معللاً أسباب عدم بلوغنا إنتاج الموسم الماضي، الذي وصل إلى ٢٢٣ ألف طن في محافظة حماة، إلى عمليات الغمر التي حدثت في مجال “زراعة الغاب”، والمتغيرات المناخية التي أتت خلال شهر أيار وأواخر نيسان.
من جانبه، أشار مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير إلى أنه من الصعب جداً تحقيق إنتاج ما تم تحقيقه العام الماضي، وهو ٢٢٣ ألف طن، حيث بدأ الخط البياني لعملية التسويق والحصاد تتراجع وتنخفض.
وأضاف باكير: إنّ عملية التسويق تسير بشكل جيد، بعدما قطعنا شوطاً بعيداً في مجال حصاد الحيز الأكبر من المساحات المزروعة.
بالمختصر المفيد: دائماً ما كنا نتناول المثل الشعبي المأثور ”لا تأخذ الفول إلا وهو مكيول”، يقابله ما قاله الفيلسوف الفرنسي اندريه موروا: أبعد الأشياء عن الوقوع أكثرها توقعاً، وهذا ما حصل العام الماضي ونأمل ألّا يحصل هذا العام سيناريو العام الماضي نفسه حين قدر المعنيون إنتاجنا بمليون ونصف مليون طن لتكون النتيجة لا تتعدى الـ٧٠٠ ألف طن.