في الإرهاب الإسرائيلي
2025.04.17
نصر شمالي
عام 1954، في اجتماع حكومي إسرائيلي، قال رئيس الأركان موشي دايان: "لا نريد إقامة حلف (معلن) مع الولايات المتحدة، لأن مثل هذا الحلف لن يشكل سوى عائق.. الحقيقة، نحن لا نواجه أي خطر من القوة العسكرية العربية.. ومن ناحية أخرى فإن العمليات الانتقامية (ضد المدنيين العرب) هي سائلنا اللمفاوي الحيوي، ومن دون هذه العمليات سوف نتوقف عن كوننا شعباً محارباً، وقد يترك المستوطنون مستوطناتهم.. يجب أن نخبر المستوطنين (يقصد نكذب عليهم!) أن الولايات المتحدة وبريطانيا تريدان أخذ النقب منا! من الضروري إقناع شعبنا أننا في خطر"!
----
عن كتاب "الإرهاب الإسرائيلي" - يوميات موشي شاريت - دراسة ليفيا روكاش.
*****
سورية في المخططات الإسرائيلية
في العام 1954.. وفي العام 2025
----
في الخامس والعشرين من شباط/فبراير 1954 انتهى عهد الرئيس أديب الشيشكلي بتقديمه استقالته ورحيله.. وعن هذا الحدث كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشي شاريت في يومياته ما يلي: "أخذني لافون (وزير الدفاع) جانباً وبدأ يحاول إقناعي قائلاً: هذه اللحظة مناسبة للعمل.. هذا هو وقت التحرك إلى الأمام واحتلال المواقع السورية خلف المناطق المجردة.. سورية آخذة في التفسخ.. لم يعد للدولة التي وقعنا معها اتفاقية هدنة وجود أبداً.. حكومتها على وشك السقوط وليست هناك قوة بديلة.. وعلاوة على ذلك تحرك العراق عملياً داخل سورية.. هذه فرصة تاريخية يجب أن لا نضيعها"!
يقول شاريت: وبعد يومين ناقشت الحكومة الإسرائيلية الوضع في سورية، فكان رأي جماعة بن غوريون ما يلي: "يمكن إظهار دخولنا إلى سورية على أنه عمل دفاعي عن منطقتنا الحدودية"!
----
دمشق - عن كتابي "مصيرنا هو مصير فلسطين".
*******
في شهر تموز/يوليو عام ١٩٥٢، صرح بن غوريون لصحيفة "كمفر" اليهودية، في نيويورك بما يلي: "أنا لا أخجل من الاعتراف أنني لو كنت أملك الإرادة والقوة لانتقيت مجموعة من الشبان الأقوياء والأذكياء المخلصين لأفكارنا، ولأرسلتهم إلى البلدان التي بالغ فيها اليهود بالقناعة الآثمة (أي رفضوا الهجرة إلى فلسطين المحتلة) وستكون مهمة هؤلاء الشبان التنكر بصفة أشخاص غير يهود، ورفع الشعارات المعادية للسامية (طبعآ، وإلقاء القنابل على اليهود) وأنا أستطيع أن أضمن تدفق المهاجرين من هذه البلدان، وأن النتائج سوف تكون أكبر بعشرات آلاف المرات من النتائج التي يحققها آلاف المبعوثين، الذين يبشرون بمواعظ عديمة الجدوى"!
-----
عن كتاب "الصهيونية، بداية ونهاية" - محمود عباس (أبو مازن)
*******
يقول اليهودي العراقي "الإسرائيلي" نعيم قطان: "كنت عربياً، يهودياً شرقياً.. عندما أتعثر بكلمة عبرية أفتش عن مقابلها العربي كي أفهمها.. الإسلام يؤكد نفسه كآخر دين للتوحيد، وليس عليه أن يقلب المسيحيين واليهود عن دينهم، فهو يعترف باستقلالهم، ويقبل بوجودهم وبكيانهم كجماعة منفصلة مستقلة.. إنني، كيهودي بين المسلمين، لم يحاول أحد أبداً أن يحولني عن ديني.. أن أعيش بين المسلمين لا يهدد عقيدتي ولا يحكم علي بالامتصاص والاختفاء، لذلك لم تظهر عندي الحجج لأعبر عن نفسي وأدافع عنها.. لقد عشنا على أرضنا قروناً. كنا فيها عندما ظهر الإسلام، ولم نقاوم التعريب، بل ساهمنا به.. كنا نحن أيضاً بناة الإمبراطورية العربية، لأنه اعترف لنا باستقلالنا الذاتي، وشملنا مخطط الأغلبية المنتصرة.. بالنسبة لنا، ليس ثمة حاجة للعودة إلى فلسطين، فقد كنا فيها بالجوار الفيزيائي، وبالزمن.. كنا شركاء في الإمبراطورية الإسلامية، وطردنا من إسبانيا مع الذين يتغنون بمجد محمد"!
----
عن مجلة "الأزمنة الحديثة" الفرنسية - مقالة "الصمت المهين" لنعيم قطان - ملف "إسرائيل الثانية"، بإشراف جان بول سارتر - عام ١٩٧٩.
******
في العام ١٩٥٠ كان عدد اليهود في العراق يزيد على مائة ألف، وكانوا يعيشون في أمان ورخاء، لكن لندن وواشنطن ضغطتا على الحكومة العراقية للمشاركة في تهجيرهم إلى فلسطين المحتلة، وفي الثالث من آذار/مارس عام ١٩٥٠، صدر قانون عراقي "يسمح" بهجرة اليهود على أن يتخلّوا عن جنسيتهم، وفتحت مكاتب لتسجيل أسماء الراغبين بالهجرة، وعلى مدى شهر لم يتقدم للتسجيل سوى ١٢٠ يهودياً، وفي مساء ٨ نيسان/إبريل، بدأ إلقاء القنابل على أماكن سكن وعمل اليهود في بغداد وعلى الأماكن العامة التي يرتادونها، وسرعان ما غصت مكاتب التسجيل بعشرات الآلاف من اليهود! ولقد تولت شركة طيران أميركية نقلهم إلى فلسطين المحتلة، بإشراف مدير مكتبها في بغداد المدعو مستر أرمسترونغ الأميركي الذي لم يكن سوى شلومو هلل وزير الشرطة الإسرائيلي لاحقاً، وتحت ضغط اليهود العراقيين المهاجرين الغاضبين الذي طالبوا بمعرفة من قصفهم بالقنابل في العراق صرح هلل أمام الكنيست قائلاً: "طبعاً نستطيع اكتشاف من ألقى القنابل في بغداد لكن الدولة الإسرائيلية لن تخرج من ذلك بفائدة"!