على طريق سورية الصغرى اتفاقات أمنية مع إسرائيل في صندوق أسود يعوم على دماء غزة أم على نزيف القرابين؟!
ياسين الرزوق زيوس
وأنا أحمل صليب مسيحيتي وهلال إسلامي ومثلث إلحادي وثالوثية ماسونيتي، لم أكن حاملاً كلّ ما ذكرت بقدر ما كنت مواطناً سوريّاً لا أبحث عن تفجير نفسي بالعالم ولا عن تفجير العالم بنفسي وإنّما أبحث عن وطنٍ يحفظ إنسانيتي، ويرى التاريخ بعيوني وعيون بقية أفراد العالم الإنساني الواسع غير المنطلق من قاعدة (لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) ولا من قاعدة (أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق) بل من قاعدة (أنا سوري آه يا نيالي والمصايب فوق راسي عبتلالي بالعالي بالواطي بالمواطن صاحب الجلالة!!).
ما زالت سورية محاصرةً بالتشويش وما زال الواقع الأمني هشّاً إلى درجة تخرق كلّ صدارة الكلام المعسول والاجتماعات الوردية فلا الوطن عاد كما يجب أن يكون وسط جوقة الأوطان ولا حتّى بدأ مشوار التنمية منقطعة النظير على شاشات الأخبار فقط لا على أبصار وأنظار المتدبّرين!
طبول الإعلام الجديد في وطننا السوري وشبيحة التكرار يكرّرون نسخاً مقيتة من التصفيق المجانيّ، لكنّ الحقيقة الوطنية تقول أنّ خير البطانات لدى الحكّام هي تلك البطانة التي تدرس الوطن كما يجب أن يُدرس وتطرح الوقائع كما يجب أن تُطرح بعيداً عن الأبراج العاجية والأكاذيب الأرجوانية من أجل تثبيت المصالح الشخصية على المصالح الوطنية!
البعض يتحدّث عن اتفاق أمني بمثابة فخ لإسرائيل يقول عنه الرئيس السوري أنّه بات قريباً، بينما نرى فيه انصياعاً جديداً على قاعدة (تنازل أكثر ربّما تحكم أكثر وربّما تدرك العروش أكثر!) فعلى أيّ عرشٍ سيبقى يتصارع المتصارعون في سورية الصغرى المهزومة بدلاً من أن تعود سورية الكبرى المنتصرة؟!
بما أنّ الحكومة شرعية لدينا والصراع على الدستور والشرع حكمت المحكمة الشرعية على الشيخ الهجري بالجمع والقصر طول العمر بعد اتفاق أمني منتظر دائم مع إسرائيل يقيه شرّ النوائب والمصائب!
بتنا نترحم على اتفاق 1974 وعلى اتفاقات أنور السادات!
حيث لم تعد لدينا لا لغة سيادة ولا محاور سادات، ولن يتبقّى لدينا كما يبدو حتّى شمال وجنوب الياقات وربطات العنق الوردية!
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية سورية تقوم على قاعدة (أنا لا أحكم لأَحكم أو لأُحكم وإنّما لأرفع راية المواطن على كلّ الأصعدة وفي كلّ الجبهات؟!) فمن يلملم شتات المواطن ليخبر الحكومات أن سياسة التجميل المصطنع لم تنجح سابقاً ولن يُكتب لها النجاح الآن وأنّ عبّاس بن فرناس توالت سقطاته حتّى وجد ذيل خلاصه في صندوق أسود مرميٍّ في بئرٍ لا ذيول له، وعلى هذا باتت حتمية السقطات ضرورة من أجل تحديد لغة الذيول بعد اختراعها كما يجب وكما هو مطلوب وفق القواعد الوطنية الحقيقية لا وفق الإعلام التصفيقي الكريستالي المتكرّر المدمج مع تراتيب وتوافيق الفشل نفسه، وها هو عبّاس بن فرناس يصيغ ذيل السلام على ألوان الوئام بين عواصم البيع على خرائط الكلام، والدم النازف في غزة لا يحرّك في النعال الحاكمة إلّا أكاذيب شالوم والشلام!
روسيا سانت بطرس بورغ
رأي اليوم