جورج ابراهيم عبد الله.. الحرية
خالد فهد حيدر
وقد بلغ ما بلغ من العمر، ولم ينفع ذلك بأن تقوم فرنسا بإطلاق سراحه بعد أن أنهى محكوميته منذ ١٩٩٩، هذه المحكوميه التي شابها ما شابها من ارتكاب بحق العدالة وبحق المؤسسة القضائية الفرنسية وبحق فرنسا الجمهورية التي لطالما زعمت بأنها واحة الحريات وواحة الديموقراطية، ولكن للأسف هناك سجل حافل في الإجرام بحق العدالة والحرية، ولعل مجازرها في الجزائر وغيرها نماذج صارخة لهتكها وارتكابها للجرائم الموصوفة.
يخرج جورج ابراهيم الذي يمكنني أن أعتبره آخر رجال النضال من حقبة فلسطين القضية التي لن تموت رغم سوداوية ما آلت إليه هذه القضية، فجورج كان قد انتسب إلى تنظيم ثوري قام تنظيمه بعدة عمليات في عدد من دول العالم، امتدادا لتنظيمات رأت بأن جبهة فلسطين ومقاومة العدو تصل إلى كل الجغرافيا في العالم ومطاراته، فعملية ميونخ لن تمحى من ذاكرة الأسوياء من أحرار العالم خلافا عن ذاكرة السمك التي أصابت بقوة سياسيين وصولا إلى سلطة (المقاطعة) في الضفة، وعليه فإن خبا اليوم نجم المقاومة فإنني على قناعة بأن أجيال فلسطين وأحرارها في العالم ستعود لتضيء وتشعّ من جديد.
ختاماً أستذكر موقف المؤرخ العالمي أرنولد توينبي الذي لم يتردد في إعلان موقفه من العمليات الفدائية في مختلف أنحاء العالم وبأنه حق من حقوق الفلسطيني وتخيلوا ماذا قال؟
قال: حتى لو قتلت برصاص فدائي في أحد مطارات أوربا فهذا حقه! فماذا فعلت أنا لقضيته ولعذاباته وضحاياه؟
وعبّر عن خجله الشديد من كونه من أصول بريطانية وعن دور بريطانية في مأساة الشعب الفلسطيني.
وللحديث صلة