الحياة وقفة عزّ

لطفي السومي

قال الزعيم انطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي: الحياة وقفة عز فقط.
قالها ونفذها حين وقف منتصبا في ساحة الإعدام عام ١٩٤٩.
الرئيس صدام حسين الناصر التكريتي قد وقف وقفة عز اثناء محاكمته الصورية وتوج هذه الوقفة بوقفته امام حبل المشنقة بتاريخ ٣٠ / ١٢ / ٢٠٠٦، فكانت وقفة عز قل شبيهها، غفرت له من ذنبه ما تقدم وما تأخر.
الوزير سعيد القزاز وزير داخلية نوري السعيد قال مخاطبا المهداوي رئيس محكمة الثورة عندما نطق بحكمه بالإعدام شنقا: عندما أعلّق على حبل المشنقة فسيكون حذائي أعلى من رؤوسكم.
قائد الثورة السورية سلطان باشا الاطرش وقف وقفة عز حينما تصدى للقوات الفرنسية التي قتلت دخيل بيته المناضل اللبناني أدهم الخنجر عام ١٩٢٢، وكان من نتيجتها تدمير بيته وتشريده لسنوات طويلة حين لجأ إلى الأردن بعد أن قالت له أمه: إنني سأقطع الثدي الذي أرضعك إن لم تحم دخيلك.
المناضل كامل حسين والذي صدر عنه عفو رئاسي بعد مرور ٨ سنوات على اعتقاله عام ١٩٧١ وعندما جمع أغراضه وغادر المهجع وجد ورقة تنتظره على باب سجن المزة موجهة إلى الرئيس حافظ الأسد يشكره على تفضله بالعفو عنه، ولكنه رفض التوقيع على الرسالة ليعاد إلى السجن ليتم ٢٣ سنة في السجن جزاء وقفة العز التي وقفها.
وها هو المناضل الأممي الفلسطيني اللبناني العربي جورج إبراهيم عبدالله والذي سجن في العام ١٩٨٤ في فرنسا والذي كان من الممكن ان يخرج من السجن منذ العام ١٩٨٦، ولكن تمسكه بموقفه الرافض للندم على ما اسموه جريمة، وذلك لعدة مرات بعد ذلك. وأخيراً سيخرج من السجن بعد ٤١ سنة في السجن ثمنا لوقفة العز، وقفة الكرامة التي وقفها.
إن الأمة التي انجبت كل هؤلاء الأعزاء والذين ينتمون إلى اتجاهات سياسية مختلفة يجب ان تظل أمة عزيزة مرفوعة الرأس لا تزعزعها عواصف الزمان الردئ التي تهب من كل اتجاه.