احتلالات

عقيل هنانو

تعيش ‏سوريا تحت الاحتلال مما يلغي أي قرار سيادي، هذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في التحليل وتفسير واقع سياسي للبلاد بغض النظر عن الشخصيات التي تتصدر المشهد الآن….
والله لو أتى السيد المسيح أو النبي محمد في ظل الاحتلالات الثلاث الموجودة في سوريا فلن يستطيعوا أن يحسنوا في الوضع قيد أنملة… مصلحة المحتل تأتي بالدرجة الأولى للحكم في سورية، بدليل أنه إلى الآن لم يخرج طلب رسمي واحد من حكومة الاحتلال الموجودة في دمشق للتركي للانسحاب ولإعادة السلة الغذائية إلى سيطرة الدولة، أو للأمريكي للانسحاب والتوقف عن سرقة النفط السوري، وللصهيوني للأنسحاب وإعادة منابع المياه للبلاد، مما يدل بوضوح أن كل التحركات هي سورية سورية لمكاسب شخصية سياسية مالية طائفية بحتة دون إزعاج للمحتل ولو بطلب….
من يسيطر على قرار دمشق اليوم قال انه أتى لمكافحة الفساد، فإذ بالأموال تذهب إلى إدلب ومنها لتركيا، وتحوّل من هناك لحسابات خاصة في قبرص. وقال انه أتى لينهي حكم العائلة، فعيّن ثلاثة من أخوته وصهره وعديله في مناصب سيادية!
ومن سخرية القدر ان المسؤول المالي وأمين سر الرئاسة أخاه -ماهر-…
سورية لاتزال تعيش عهد فساد ومحسوبيات، حتى وزير الاقتصاد طعم طاقمه بشخص من العائلة نفسها، وما خفي أعظم….

أي تحليل وتوقعات بتحسن هنا وسيادة هناك وقرار لمحاربة الفساد والمحسوبيات، في ظل احتلالات موجودة بشرعية وكيلهم في الفيحاء، هي أمال منقوصة المعلومات واهية الأدلة مغيبة تماماً عن واقع واضح صريح جلي لمن يريد ان يوسّع البوصلة ويرفع رأسه ليرى قواعد الصهيوني والتركي والاميركي تقرر للسوري مسار حياته وسعر رغيف خبزه ومتى يتدفّأ ومتى يتعلم وكيف يتثقف وكيف يخضع ويرضى بذل محتل يتمدد….