التقدم إلى الوراء!

أحمد حسن

جيلنا (والجيل الذي سبقه والذي سبقه) انقسم، في سعيه نحو حياة أفضل، إلى عدة أجزاء:
-جزء كان يريد تحقيق رؤية المرحومين "ماركس" و"لينين" في وحدة أممية للطبقة العاملة (البروليتاريا).
- جزء كان يريد تحقيق رؤية السادة (المرحومين جميعاً) في وحدة أممية دينية لإخوة الايمان، وبعضهم كانت رؤيتهم بأن تقتصر هذه الوحدة على "الفئة الناجية"!
- جزء كان يريد تحقيق رؤية المرحومين "عفلق" و"البيطار" والمرحوم "الحوراني" في أمة عربية واحدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
-جزء كان يريد الاكتفاء برؤية بعض المرحومين الآخرين في وحدة إقليمية (بلاد الشام، وادي النيل، المغرب العربي..).
-جزء كان يريد تحقيق رؤية المرحومين "سايكس وبيكو" والمرحوم "بلفور" بالدفاع عن الحدود التي أقروها بشأن تركة "الرجل المريض".
وكل من هذه الأجزاء كان ينقسم إلى ثلاثة تيارات:
-تيار يؤمن قلباً وقالباً بما قاله هؤلاء (المراحيم) السابقين.
-تيار يؤمن قلباً وقالباً أن ما قالوه هو سبيله الوحيد للوصول إلى كرسي الحكم.
-تيار عريض أكبر من الاثنين السابقين يؤمن بمقولة: "مين ما اخد أمي بقلوا يا عمي".
المهم..
كل هذه الأجزاء السابقة الذكر تركت للجيل الحالي ومن سيليه مهمة واحدة:
النضال من أجل الحفاظ على إرث السيدين المرحومين "سايكس –بيكو" لأن السادة الأحياء من رعاة إرث المرحوم "بلفور" يريدون إعادة النظر فيه عبر توسيعه من جهة وتقسيم إرث (سايكس وبيكو) إلى أجزاء أصغر من جهة أخرى، وخاصة في ظل فشل جيلنا، والذي قبله والذي قبله، في تحقيق أي رؤية أخرى من رؤى بقية السادة (المراحيم) المذكورين بداية..
وتلك هي الصورة الأمثل لعملية التقدم إلى الوراء..