الحب هو نبض السوريين
فادية مجد- فينكس:
في الرابع عشر من شهر شباط يحتفي كثيرون بمناسبة عيد الحب، فترى اللون الأحمر يغطي واجهات المحال التجارية من ورود وعلب هدايا ودببة حمراء، وكلٌ في هذا اليوم يعبر عن حبه بهدية رمزية حسب مقدرته المادية.
ورغم أن كثيرين ضد فكرة جعل للحب يوماً للاحتفاء به، فالحب بنظرهم لايحتاج ليوم عيد، لأن الحب بنظرهم هو مشاعر وأفعال مودة ووفاء، يجب أن تكون بشكل دائم، وليس في هذا اليوم فقط، كما أن الحب بنظرهم أيضاً ليس بالهدايا وبالبذخ، وهو عيد نقلد به الغرب.
وبالمقابل نجد كثيرين يؤيدون الاحتفاء به كنوع من تعزيز المحبة، و اعتباره كباقي المناسبات
التي يحتفى بها في بلدنا.
التي يحتفى بها في بلدنا.ومع احترامنا لكافة الآراء، أقول بكل فخر واعتزاز بأن السوريين استطاعوا أن يجسدوا الحب الصادق وبأعلى درجاته، خلال أكثر من اثنتي عشر عاماً من الحرب الشرسة والحصار الاقتصادي الجائر الذي تعرضت له سورية..
شهداء كثر ارتقوا للعلياء فداء للمعشوق الأول سورية، وبسبب الحصار والظروف المعيشية القاسية، تقاسم السوريين اللقمة مع بعضهم، صابرين، متلاحمين، متكاتفين، محبين لبعضهم، يسكنهم الأمل والايمان بأن القادم أجمل..
واليوم ومع كارثة الزلزال، تلك الفاجعة التي ألمت بمحافظات اللاذقية وحلب وحماه وطرطوس، يثبت السوريون مرة أخرى بأفعالهم وباندفاعهم و بأعمالهم التطوعية معنى الحب الحقيقي..
وجعهم ومصابهم واحد، حرقتهم الكبيرة ودموعهم التي ذرفت لضحايا الزلزال، وفرحتهم التي رأيناها عند مشاهدتهم عمليات إنقاذ، تهب الحياة لمئات تم إخراجهم من تحت الركام، لتكتب لهم بذلك حياة جديدة.
في عيد الحب، جسد ويجسد السوريون بشكل دائم معنى الحب السامي، هم قلب واحد، ويد واحدة، وجسد واحد..
نعم.. الحب كان وسيبقى نبض السوريين، وبالحب وحده سننهض ونعود أقوى وأجمل من جديد.