غسان كنفاني... والمتبقي

أحمد غانم- فينكس:

لم تخطر ببالي رواية الشهيد غسان كنفاني حين كتبت التالي:
---------------
أناشد جميع حكومات الدول التي نهب الاستعمار آثارها رفع دعاوى أمام محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة والمنظمات المدنية في العالم لاسترجاعها.
‐-----------
إلا أن ردود الفعل جعلتني وبشكل عفوي أستعيد بالذاكرة "المتبقي" للراحل كنفاني. فأولئك الفلسطينيين التعساء الذين ماتوا من الحر وانقطاع الأوكسجين على حدود الكويت داخل صهريج، كان يهربهم من العراق دفع سائق الصهريج الأمي البسيط الى السؤال مستغرباً وهو يلقي جثثهم في مكب النفايات:
"لماذا لم يدقوا... لماذا لم يصرخوا كي يتم انقاذهم؟!"
الغالبية العظمى من ردود على ما كتبت ينطبق عليها هذا السؤال الذي سأله سائق الصهريج.
وأنا هنا أسأل أصدقائي الذين استهجنوا ما كتبته من أننا لن نستطيع اقناع المنظمات الدولية بشكوانا، وأن هذه المنظمات مسيسة وأداة بيد الدول الاستعمارية القوية. وبعضهم تساءل بمودة إن كنت بكامل قواي العقلية، حتى أن بعضهم سخر من الطرح وآخر أشعرني بأني قد ارتكبت منكرا. وأن من البساطة والخفة وعدم إدراك الواقع طرح مثل هذا الأمر و...و....
وعلى الرغم من درايتي بصعوبة تحقيق هذا المطلب فإني أسأل:
- ما الذي سنخسره إن فعلنا هذا؟
- وهل حاولنا أن نفعل ونطالب بحقوقنا أم أننا قررنا هزيمتنا مسبقا حتى لا نخوض معركة؟
- هذه المنهجية في التفكير والحياة التي تبرر العجز بأسباب خارجية وتتجاهل ما لدينا من قوة داخلية وإرادة حياة هي العمود الأساس لاستمرار انحطاطنا.
- قد أكون طوباياً في طموحي الآن ولكن محاولة استرداد الحقوق واقعية. افعلوا فقط من أجل راحة الضمير. وربما فضحنا تلك المنظمات و أحرجناها أدبياً، وبذلك نحقق فائدة إعلامية ونعرف بحضارتنا وننتصر لذاكرتنا المغيبة.
------------
ملاحظة١: لا أقصد الإساءة لأحد ممن داخل علىما كتبت أو الاستخفاف برأيه، ولكني أحاول أن أوضح وجهة نظري لا أكثر.
ملاحظة٢: أدعو الدكتور جورج جبور أن يعمل من خلال القنوات الممكنة على تحويل هذا المطلب من مطلب يائس حسب رأي الأغلبيةمنا إلى مطلب مليء بالقوة والواقعية. وسترينا الأيام ما لم نصدق يوما أنه سيحدث.