في أسباب احتقار عاصم الباشا للانتماءات الضيقة
عاصم الباشا:
قبل مغادرة يبرود بيومين، في 26 أيلول 2012:
لماذا أحتقر كلّ من يتكلّم بالطوائف والقوميات والمعتقدات والأكثرية والأقلّية والعنصر والأجناس وألوان البشر؟
لماذا لا أومن بالخرائط ولا أحب مفردة "الوطن" وأعلن انتمائي للكرة الأرضية وثقافاتها؟
ربما لأن الطبيعة ومسرى الحياة منحاني هذه السعة... التي تنقص الأغلبية.
لنبدأ من الأمّ: أرجنتينية والدتها (جدّتي) من الباراغواي.. وكانت هذه ابنة باسكي (من إسبانيا) ويقال أن زوجه كانت ابنة ألماني وهندية من أهل البلاد الأصليين.
أما الأب: سوري يبرودي من آل الباشا. يقال أن الكنية (وهي رتبة عسكرية عثمانية) علقت بنا بسبب حصول جدّ لنا عليها أثناء حصار فيينا..
فهل كان عربيًا أم كرديًا (التجنيد كان سائداً) أم تركياً؟ ما من معلومة أكيدة.
زوجي فرنسية الولادة والمنشأ ابنة لاجئين جمهوريين إسبانيين. ابني باسم وُلد في باريس وفادي في موسكو... يحملان من الجنسيات السورية والفرنسية والإسبانية... وتحقّ لهما الأرجنتينية بسبب مولدي.
ربما لكل هذا الخليط أشعر بالغربة أينما ذهبت.. لأن الغالبية تميل إلى إنتماءات ضيّقة موروثة ودون تفكّر. وأنا أنتمي للإنسان كحيوان كان يمكن أن يكون أفضل.
زمرة دمي 0 سلبي... تصلح للجميع ولا يصلح لي سواها.
خضرة عيوني موروثة من جدّتي لأبي... ربما كانت سليلة صليبي ما؟
فكيف تريدون أن أومن بما ذكرته في البداية؟
لكنني أنتمي اليوم، انتميت دومًا منذ تكوّن الوعي، إلى جغرافيتنا هذه.. وربما قلت اختزالاً: أنا من "عين العصافير"، ذلك الوادي الصغير في يبرود.
وأشارك صخوره الألم.