الرئيس الأسد في الإمارات

خالد فهد حيدر- فينكس

حصلت الزيارة و وصل الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتكمل سلسلة من الخطوات السابقة التي بدأت بقرار الإمارات إعادة افتتاح سفارتها في دمشق و زيارة وزير خارجيتها إلى دمشق و لقاء الرئيس الأسد الذي استقبله بحفاوة، و الزيارة تتويج لخطوات منها ما أعلن عنه تصريحاً او تلميحاً و منها ما لم يعلن عنه، لكن المؤكد أن عجلة عودة العلاقات بصورة تامة قد انطلقت، و هكذا تكون الإمارات قد بلورت مساراً متمايزاً عن دول الخليج مع عدم إغفال احتمال أن "أبو ظبي" تشتغل لها و لدول أخرى في إطار إعادة تشكيل العلاقات السورية الخليجية عموما و بأن سورية منفتحة و مستعدة للاستجابة، لكن ليس مجاناً لأن علاقات الدول مصالح أولاً و آخراً، و أيضاً لا يمكن تغييب وزير خارجية روسيا لافروف عن المشهد حيث كان قبل ساعات ضيفاً على الإمارات و وجوده مؤكد ليس لزيارة إكسبو ٢٠٢٢ بل لترسيخ و تكريس حضور روسي في الخليج و الإمارات أولاً و بالتالي الحضور الروسي و السوري الذي يعني الطمأنينة للإمارات التي هي بأمس الحاجة للمساعدة في إصلاح ما خربته واشنطن إذ دفعت لحرب (عبثية) في اليمن و دفعت بالتوتر الخطير في العلاقات بين الدول المتشاطئة على الخليج.

ربما يعتقد البعض بأن سورية المتألمة و التي تعيش أزمات اقتصادية عاجزة عن الفعل السياسي، و لهؤلاء نقول: عبر تاريخ سورية المعاصر لم تكن تمتلك القدرات الاقتصادية، لكنها كانت الحاضر الاقوى في الكثير من الملفات الإقليمية و الغربية و الدولية، و نجزم بأن الإمارات العربية المتحدة قد تقدمت على شقيقاتها الخليجية في إدراك حقيقة بأن دمشق رغم كل تعانيه هي القادرة و هي التي تمتلك مفاتيح لحلول تحتاجها شعوب و دول المنطقة.

بوسعنا القول مطمئنين بأن صنعاء و دمشق في طريق الخلاص و النصر.