"د. خير الدين حسيب" بقلم د. جورج جبور
أكتب و أنا أستمع إلى الندوة عبر تطبيق زوم المنظمة من قبل أصدقاء عديدين. و أكتب باختصار عن أربع مزايا خبرتها منذ لقائي الأول مع الدكتور حسيب في دار الأهرام بالقاهرة عام 1977.
أولى المزايا: إن الدكتور حسيب نجح في تأسيس مركز لدراسات الوحدة العربية وفي جعله صلة وصل بيت مختلف البلاد العربية. مثل هذا المركز كان حلماً قديماً لدى كثيرين تبلور في أيام وعينا --- و أنا في عامي الثالث والثمانين ---- عند مفكرين قوميين أجلاء مثل ساطع الحصري و قسطنطين زريق و عبد الله عبد الدائم. بعض الحلم تحقق كما في معهد الدراسات العربية العليا في القاهرة وهو الآن معهد البحوث والدراسات العربية. و بعضها اتخذ منحى تخصصياً كما في مؤسسة الدراسات الفلسطينية. إلّا أن ما قام به الدكتور حسيب تجاوز في أثره كل ما سبقه من مشاريع دراسية تصب في في تيار التفكير الوحدوي. أما الميزة الثانية لدى الدكتور حسيب فهي الدأب والدقة في المتابعة كبيرة أو صغيرة. هي ميزة نادرة في حياتنا الفكرية والعامة. مكنته هذه الميزة من ضبط الأمور إلى حد كبير.

الميزة الثالثة إيمانه الراسخ بالوحدة العربية والحق العربي في فلسطين. هي الميزة الأولى طبعاً لكن المشاركين فيها كثر. هو تفرد في الميزة الأولى وقليل عدد من يضاهيه في الميزة الثانية. أما الميزة الثالثة فهي مشاع بين المفكرين والمثقفين العرب بل هي مشاع بين ما أراه لدى الأكثرية الساحقة من العرب على امتداد المساحة بين الخليج والمحيط.
و أخيرا فالميزة الرابعة لكبيرنا الذي نجتمع اليوم في ذكرى غيابه الأولى هي قدرته على التعاون مع من لا يشاركه في بعض توجهاته. تلك ميزة النضج الفكري التي كثيراً ما نفتقدها لدى عديد من العاملين في حقل العمل العربي.
و أتابع الحديث بالتفصيل عن المزايا الاربع في الذكرى الثانية للرحيل إن شاء الله.
رحم الله الدكتور خير الدين الذي مضى إلى دار الحق وهو في غمرة حماسته لصياغة دستور لاتحاد عربي تنهض به لجنة مصغرة شاركت في بعض اجتماعاتها.
التحية والشكر لكل من كان إلى جانب الدكتور حسيب في نشاطاته، والتحية والشكر إلى كل من شارك في حفل الوفاء الذي سعدت بالاستماع إليه وان لم أتمكن من المشاركة الناطقة فيه.
أ. د. جورج جبور:
رئيس قسم الدراسات السياسية والقومية في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة: 1979--1977
المكلف من قبل المعهد بموافقة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدراسة مؤتمرات القمة العربية
الساعة 7و27 دقيقة مساء الجمعة 11 آذار 2022 دمشق. الجمهورية العربية السورية.