كون السافلين يحطّ في الجزائر لتأخذنا الصدفة إلى غرفه!
كنتُ في الجزائر أبحث عن رئاسة نفسي الضالة فإذا بي أصطدم بغرف العالم السفلي في رواية "أرض السافلين" تجاوزتُ منها فوراً الغرفة الأولى غرفة العهر لا لأنني أخشى على نفسي بل لأنني لا أريد التمعن أكثر في كلِّ ما نعيشه من عهر يتجاوزنا بل و يحاول احتلالنا و غزونا تحت مسمى الدين تارة و تحت مسمَّى العلمانية تارة أخرى و تحت مسميات لا تحصى من مسميات العالم العلوي قبل العالم السفلي فما يجري من عهر في العالم العلوي على كلِّ الأصعدة لا يجعلنا نفكر أصلاً بعهر العالم السفلي الذي ربَّما سيفيدنا كمأوى للتخلص ممَّا نعيشه في العالم العلوي الموبوء!
في الغرفة الثانية غرفة الخداع و الوهم و الكذب و التزوير و النفاق تمعنت في مرآة روحي لأتخلَّص من غرفها السوداء حيث أسرار صدام حسين و ابن لادن و مايكل جاكسون و معالم ترتيب غزو أفغانستان و أحداث محرقة ليدلو!
و لكن ما زرته بتمعن هو فناء الغرفة الثالثة غرفة الإلحاد حيث جاورتُ المعري بكلِّ شياطين فلسفته و شعره و لم أغفل عن ابن رشد و ابن سينا و أينشتاين و داروين و أرسطو و لم أبصق في وجه ابن تيمية بقدر ما حاولت انتزاع مشيخة الإسلام منه لأهديها لبوتفليقة علَّه يستقيل لصالح بناء جزائر بأنفاس جديدة من أنفاس التغيير و الصلاح و الديمقراطية القويمة المسؤولة لا الفوضوية المعوجة!
في الغرفة الرابعة غرفة المجرمين طعنت روحي علَّها تكفّ عن عبثية الأزمان لم أعلمها حينها من بابلو إسكوبار بقدر ما علمتها من بوتفليقة أن تمضي عاجزة على كرسيٍّ متحرك نقَّال!
في الغرفة الخامسة عاندتني الصدفة أو لعلها جعلتني محظوظاً لأدخل بين جوقة الملحدين التنويريين من جديد و أناقش فلسفة خلق الكون بصدفة أو من دون صدفة و كذلك بنية الإنسان و ربِّ الإنسان و الأكوان!
في الغرفة السادسة طمرت أحلامي النقود بكل صكوكها و عاصرت محاولة اغتيالي بعد دخولي مجمَّع العالم الماسوني لأكون عميلاً معه عليه و أعرف بنية قوته بغرض تقوية عالمي ليضاهيه و يقدر على مجابهته!
في الغرفة السابعة من جديد جاورني الملحدون ليناقشوا معي هل يعيد الله إنتاج نفسه و هل هو نظمي أم إبداعي و هل هو الذي يطور الخلق أم أنَّ الكائنات تتطور من تلقاء نفسها؟!
في الغرفة الثامنة غرفة النور قابلتُ كلَّ الرؤساء العرب ليوصلوني إلى المبارك الذي يعرف الإله القدير فإذا بي أتناثر بكلِّ قدراتي!
غادرت الجزائر و ما زلت أبحث في كون السافلين عن منجى!
بقلم الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة الأربعاء 27\3\2019
الساعة التاسعة عشر و النصف مساءً