هشام الشريف: سوريا والعروبة

انبرى كثير من المتفذلكين السوريين للتصويب على العروبة والعرب بدعوى ان بعض عربان امريكا شاركوا ودعموا الحرب على سوريا وان الحل برأيهم هو التنكر للعروبة والمناداة بان سوريا للسوريين وان القطرية السورية هي الحل.

لقد ظن بعضهم ان هذا التنكر هو الذي يحمي سورية ويخرجها من ازمتها ويضع حدا للتدخلات العربانية في الشأن السوري. وقد ترافق ذلك مع تحلل البعض من القضية المركزية للامة العربية وهي قضية فلسطين بدعوى ان بعض التيارات الفلسطينية كان لها موقف وفعل مخيب للآمال في الازمة السورية.

نعم ان المقدمات والوقائع التي اعتمد عليها هؤلاء (المفكريين) هي مقدمات صحيحة وان عربان امريكا وحلفائهم واشباههم في فلسطين كان لهم ذاك الموقف والفعل الدامي في سورية.

لكن العبرة كل العبرة دائما في الاستخلاصات والاستنتاجات وخطة العمل لا في قراءة المقدمات. اتساءل لماذا لم يكفر هؤلاء المتفذلكين بسوريتهم رغم ان الكثير من السوريين كانوا وقودا لهذة الحرب الظالمة وطعنوا سورية من الوريد الى الوريد وكانت استنتاجاتهم هي وجوب تطهير الجسد السوري من هؤلاء المارقين على عكس ما كانت استنتاجاتهم في القضية العربية والتنكر للعرب والعالم العربي.

ان سورية كباقي البلدان العربية فيها الشريف والمقاوم وفيها المارق والارهابي وان عروبتنا هي خيارنا وأملنا ومستقبلنا بعد ان نطهرها من الرجعيات وعربان امريكا والتكفيريين والعملاء.

لن نتعامل بردود الفعل وسنبقى نرى نصف الكأس المملوء وفي هذا السياق لا انسى الكثير الكثير من القامات الوطنية السورية التي انبرت للدفاع عن العروبة امثال اللواء بهجت سليمان و سميع حسن و زهير الفتيح وغيرهم والقائمة تطول.

انا لا اتهم احدا ولكني اقول ان التصويب على القضية الفلسطينية تحديدا لا يقل خطورة عن الفكر التكفيري وان كلا الفكرين يخدم المشروع الصهيوامريكي وان مروجوها اما جهلاء او عملاء.