فيريني.. المرأة الذكية

مروان حبش- فينكس:
بلغ تمثيل جمال الجسم ورشاقته على يد النحات بركستليز، في القرن الرابع ق.م، وكان يمثل أعظم ما بلغته تقاليد أسرته من النحاتين المجدين الصابرين، وبلغ من شهرته أنْ كانت اثنتا عشرة مدينة تتنافس للحصول على خدماته، ومن أعماله تمثال أفروديت وهي عارية، الذي نحته بمساعدة النحاتة فيريني، وقال الثرثارون: إن الرجال كانت تستثار عواطفهم إلى حد الجنون حين يشاهدون هذا التمثال في مدينة نيدس. 

كان بركستليز يعشق مساعدته فيريني بما يفوق الوصف، وصور جمالها تصويراً مخلداً، وسألته يوماً، أن يقدم لها برهاناً على حبه، أجمل تمثالً في منحته، وأراد أن يترك لها الخيار، ولكن فيريني أرادت أن تكشف بنفسها عن تقديره لأعماله، فهرولت إليه في يوم من الأيام، وكان خارج منحنه، وأخبرته أن منحته يحترق، فلما سمع هذا النبأ صاح قائلاً: إن كان تمثال جني الغاب وتمثال إيروس (الحب) قد احترقا فيا هول النكبة، واختارت فيريني الذكية من فورها تمثال إيروس، وأهدته إلى مسقط رأسها، فربتها الصغيرة "شيبا" إحدى قرى بلاد بؤوتيه (تقع بين أتيكا، وفوسيس، ولوكريس)، وبذلك اجتذبت السائحين إلى قريتها لمشاهدة تمثال إيروس، هذا الشاب الحالم الرقيق الذي يرمز إلى سلطان الحب على النفوس.